الموضوع: همسات الروح..
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-2006, 16:32   #1
معلومات العضو
عبد الهادي اطويل
ادارة الأمل
الصورة الرمزية عبد الهادي اطويل






عبد الهادي اطويل غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي همسات الروح..




أجلس والبحر قبالتي يصارع الشمس والقمر ولكنه أبدا لا يفارق الأرض.. السماء زرقاء صافية؛ إلا من سحيبات تحاول عبثا البقاء ولكنها لا تلبث أن تغادر المكان كأي عابر سبيل لم يجد له مضيفا، فيترك المكان خاليا من وجوده.
لدي الكثير مما يقال، لكني أخشى أن أعبر السطور فلا أقول إلا مجرد كلام، كما الدخان يتصاعد كثيفا ثم لا ينفك يتبدد عبر الزمان والمكان فيتحول إلى ما يشبه اللاشيء..
أجلس وحيدا أتأمل؛ دوما يحلو لي التفكير والتأمل عندما أكون وحيدا، رفقة الموسيقى والطبيعة.. صوت شيماء المسجل على شريط مغناطيسي يقول ما معناه: في هذه الدنيا ليس هناك أبدا ما هو احلى من الحب... لعلها لا زالت صغيرة ولا تعرف من الحب إلا حلاوته، أو لعلها تردد كلمات لا تدرك معانيها، أو لعلها تعيش قصة حب سعيدة لما يحن بعد وقت تعاستها..، أو لعلها حقا سعيدة. مرات كثيرة تبدو لي وكأنها تدرك معاني الحياة كلها؛ بحلوها ومرها فأصدقها، ومرات كثيرة تبدو لي وكأنها لا تعرف من الحياة إلا القشور فلا أصدقها. كان هذا يحدث لي سابقا، أما اليوم فلقد أصبحت أصدقها وأصدق أمثالها وأكذبها وأكذب أمثالها لأنني ما عدت أدري اين الحقيقة، فلا تسألوني رجاء عنها..
منظر الطبيعة هنا جميل: تلال يسمونها جبالا تقبع هنا وهناك في أمكنتها غير عابئة بما يجري أسفلها، وكأنها تتطلع إلى فوق؛ حيث العظمة والطموح، حيث الشموع التي لا تعبأ أبدا بالرياح ولا تسيل منها الدموع، وحيث السعادة الأبدية..
تلال تتشبث بها منازل وكأنها تسعى إلى ما تطمح إليه التلال، لكن أنى لها ذلك وساكنوها لا يفارقون أبدا الأرض؟؟ لعلها الأصالة؛ كما البحر أصيل فهو لا يفارق الأرض..
تعجبني تلك الأشجار التي تبدو لي من هنا شجيرات؛ تعجبني وهي راسية على القمة، لا تهاب سكون الليل ولا الأيام، صامدة لا تتحرك، فالرياح التي تداعبها عادة لا تهب الآن، فهي لا تتحرك من غير سبب، ذاك مبدؤها منذ وجدت ولازال.. أحب ان أكون مثلها: أعتلي عرش القمة ولا أهاب الأيام، وأنظر من حيث أرى الكل، فيعتريني شعور بالانعتاق والحرية والسعادة، وأشعر حينها وكأني في عالم اللازمان واللامكان واللانهاية...
سوف أترك القلم والسطور، لأسافر في رحلة النفس رفقة الموسيقى التركية الصامتة التي أعشقها...

في: أغرملوك (ترغة)
24 أكتوبر 2002



آخر تعديل كان بواسطة عبد الهادي اطويل بتاريخ 30-05-2010 على الساعة: 14:41.