أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > الأقسام العامة > تدوينتي
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

تدوينتي إذا فكرت يوما بصمت، فاجعل لصمتك صدى ودونه هنا عبر صفحات الأثير لنسمعه منك..

تأملات في الإنسان

تدوينتي

إنشاء موضوع جديد   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2009, 18:45   #1
معلومات العضو
كلثوم كويم
نجمة الأمل
الصورة الرمزية كلثوم كويم







كلثوم كويم غير متصل

آخر مواضيعي

Smile تأملات في الإنسان




....فجأة أحسست بحنين للمطالعة ، و إمساك كتاب بين يدي و تصفحه، فلقد أصبحت في الأونة الأخيرة مهملة لكتبي لأن هذا العالم الأنترنيتي أصبح يلهيني عن فعل هذا.
هذا الحنين المفاجئ قادني للوقوف أمام مكتبة والدي التي تعج رفوفها بكتب...مجلدات...مجلات - العربي- ...و قصص... فلقد كان و لا يزال من هواة المطالعة و عمر هذه الكتب يفوق 30 سنة .
قمت بتمرير نظري بين الرفوف بحثا عن كتاب مثير لأطفئ به حنين الذي آشتعل فجأة...آستمالني كتاب بعنوان تأملات في الإنسان ألقيت نظرة على صاحب الكتاب كان-- رجاء النقاش -- كان غلاف الكتاب يوحي بنوع من الغموض و الحزن فهو باللونين الرمادي و الأسود، و كذا الصورة على الغلاف لفتاة عيناها حزينتين، تحمل بيدها اليمنى زهرة و باليد اليسرى خنجر..هذا الغموض جعلني أفتح الكتاب لأطلع على أولى صفحاته .. ليلفت نظري عبارات مكتوبة بخط يد والدي ، طبعا قرأتها و كانت كالآتي:
تأملات في الإنسان
الكتاب الذي غير مجرى حياة العديد من البشر بعدما كان الحزن العميق يؤدي بهم إلى الإنتحار.. ليس الإنتحار الذي يعرفه الإنسان كالشنق و الرمي بالرصاص أو قطع الشرايين...بل الإنتحار الأعظم الذي يدوم طوال الحياة ، إنه الحزن الأبدي الذي يحطم معنوية الإنسان و يجعله يكره الحياة و يتمنى الموت لكن الموت طالما يأتي و كثيرا ما يبتعد.
بدل أن تطلب الموت و تتبع طريقه، آطلب الحياة ، لأن الموت آت و للحياة نهاية.

كانت هذه عبارات والدي التي قرأتها قبل قراءتي محتوى الكتاب، و لا أخفيكم سرا لقد زدت تشويقا و لهفة لتصفح الكتاب... و زادت حماستي كثيرا و أحسست أني وضعت يدي على الكتاب المناسب و بأن آختياري كان موفقا.
... حملت الكتاب و سارعت لغرفتي و بدأت القراءة
من خلال الصفحات التي قرأتها من الكتاب لأني لم أنهي قراءته بعد و لكني بإذن الله سأتمم قراءته لأنه فعلا يستحق القراءة و راقني كثيرا، لمست فيه صور من الحياة .. مشكلة لربما يعاني منها الكثيرون و يبحثون لها عن حل، إنها مشكلة الخصومة مع الحياة، و التي لم يفلت منها إنسان أبدا حتى من توفرت له أسباب السعادة الكاملة من مال و جاه و صحة و حب و راحة بال...
الكتاب بما فيه من صور نفسية ، هو عبارة عن إجابة عن عدة تساؤلات ... و كما قال الكاتب رجاء النقاش من خلال عبارة من مقدمة الكتاب...
- المسألة في النهاية هي مجرد محاولة ..لا تزيد في أنجح صورها عن أن تكون مجموعة من .-. أقراص الأسبيرين .-. هذفها تخفيف ذاك الألم القديم.. الحزن البشري و الخصومة مع الحياة.

كتاب رائع و مذهل .. بل أكثر من مذهل
كنت أريد تقديمه كهدية لمن شوقتهم بكلماتي عن هذا الكتاب، فقمت ببحث مطول عبر صفحات هذه الشبكة العنكبوتية ، لعلني أجد نسخة للكتاب.. لكن للأسف الشديد رغم شساعة هذا العالم و رغم الكم الهائل من المعلومات التي يحتويها ، فلا وجود لهذا الكتاب عليه .. و من هنا تتضح أهمية مطالعة الكتب ففي كثير من الأحيان ، نجد بها أشياء مفيدة لا وجود لها على العالم الأنترنيتي الضخم

و لهذا فإنني سأكتفي بنقل بضع صفحات و هي من أولى صفحات هذا الكتاب و هي بعنوان الثماتيل المكسورة .. و بإذن الله ، كلما تسنت الفرصة و سمحت الظروف ، فإني لن أبخل عليكم بما قرأته من هذا الكتاب.


الثماتيل المكسورة

عندما يصبح الإمتياز محنة...



هذا النوع من الناس نقابله كثيرا في الحياة..

عندما يرى فتاة جميلة يبتسم آبتسامة لها مغزى، و تسأله: لماذا تبتسم ؟ فيقول لك: يا عم.. إنها فتاة سيئة السلوك، و إذا رأرى وجها ناجحا في التلفزيون قال لك إنه لا يستحق الشهرة، لقد وصل إلى مركزه بالمصادفة و النفاق. و إذا قرأ لكاتب ناجح كان همه الوحيد أن يثبت لك أن هذا الكاتب فاشل لسبب من الأسباب.

فما سر هذا الشخص؟

إنه نوع من الناس يكره الإمتياز، و يعادي التفوق، و يخاف خوفا عميقا من أن يرى شخصا يتمتع بموهبة لامعة .. لا يحب أن يرى تمثالا جميلا تنظر إليه العيون بإعجاب، و تلتف حوله القلوب بأعمق ما فيها من عاطفة. و لكنه يستريح تماما إذا تحطم هذا التمثال و رآه مجموعة متناثرة من الأحجار..

منظر الضعف يريحه و يسعده، و أوراق الخريف عنده أحلى من زهور الربيع، و منظر الدمار يطمئنه على أن العالم بخير: ليس فيه تفوق ولا آمتياز.

ان تمثال فينوس الجميلة الساحرة الكاملة يضنيه و لكن منظر فينوس ذات الذراع المكسورة يريحه.

هذا النوع من -النفسيات- يعادي الإمتياز في كل صوره، سواء كان هذا الإمتياز وجها جميلا، أو شخصا محبوبا صادقا، أو عملا ناجحا. الدافع الأساسي الذي يحركهذه النفسيات هو أن أصحابها لا يملكون صفة جميلة تميزهم عن الغير، و هم في الوقت نفسه لا يعملون و لا يجتهدونلإكتساب هذه الصفة الجميلة..ولكنهم يفعلون مثل الصرصار في القصة المعروفة.. حيث يلعب في الصيف بينما يجمع النمل قوته آستعدادا للشتاء.. و عندما يجيء الشتاء بعواصفه و أزماته لا يجد الصرصار ما يأكله، لأنه لم لم يعمل و لم يجتهد.. بينما يكون النمل آمنا من الجوع لأنه عمل في الصيف و آجتهد.

و لكن الصرصار في القصة المعروفة يطلب من النمل أن يعطيه بعض الطعام.. أما هذا النوع من النفسيات فلا يجد مخرجا لأزمته إلا في كراهية -الإمتياز0 و العمل على تشويه الممتازين وتحطيمهم.. و فرش طريقهم بالأشواك.

فالشخص الممتاز هو نقد غير مباشر لهذه النفسيات.. يبرز ما فيهم من نقص، و يكشف إلى أي حد يعيشون هم على سطح الحياة.

و هذا الشعور يثير القلق، بل إنه يثير الخوف.. فكيف يمكن التغلب على نار هذا الشعور المحرق؟

كيف يمكن الوقوف أمام النجاحبدون نجاح، و أمام القوة بدون قوة، و أمام الجمال بدون جمال يوازيه؟

إن الطريق إلى ذالك هو نقد الشخص الممتاز، و تشويه صورته، و إقناع النفس أولا ثم إقناع الناس بأنه شخص لا أهمية له..

بل إن هذا العمل يصبح رسالة كبيرة ، هي آثبات العجز في الشخصيات الممتازة، و البحث عن أخطائها، ثم آفتعال هذه الأخطاء إن لم تكن موجودة في الواقع.

و عندما ينهار الشخص الممتاز تستريح نفوس أعدائه الذين خلقهم آمتيازه..و تنطفئ نار الحقد، و يعود كل شيء هادئا مطمئنا، لا تزعجه تلك القوة الخارجيةالمتفوقة.

و من حقائق الحياة المؤلمة، أن الشخص الممتاز نفسه يتيح الفرصة لمثل هذا الموقف، فهو غالبا ما يكون منصرفا إلى الأشياء الجوهرية في الحياة، لا يسمح لنفسه أن تهتم بالأشباء التافهة، هو لا يشعر بأي خطر لهذه الأشياء.. و كثيرا ما يتصور الناس على صورته، فهم يفكرون في الأشياءالجوهرية مثله و يحبون الجمال مثلما يحبه. و يؤمنون بما يؤمن به من أفكارانسانية، و هو لا يتصور كثيرا أن أحدا يمكن أن يخطر على باله أي نوع من الغدر و الخديعة.

و هنا يمكن أن يكون في الشخص الممتاز ما يصح أن نسميه -ضعف العظماء-.. و هو الضعف الذي يؤدي إلى عدم رؤية الأخرين رؤية صحيحة و العجز عن تصور آنفعالاتهم الخفية السوداء و إدراكها.

و لذالك فكثير من الأفراد الممتازين يقعةن في فخاخ الحاقدين عليهم بسهولة غريبة، بل إنهم يساعدون -بدون إرادة- مساعدة رئيسية على خلق الأسباب التي تؤدي بهم إلى الكارثة و النهاية الحزينة.. و لم يسلم من هذا المصير إلا نوع من الممتازين الذين جمعوا إلى القوة فهما واقعيا دقيقا للنفس البشرية، و ما فيها من منعطفات ضيقة و دهاليز مظلمة.

و يقدم لنا التاريخ نمادج متعددة عن -محنة الإمتياز- و عن سوء النهاية التي كان الممتازون و الطيبون يصلون إليهاعندما يقعون فريسة للحقد عليهم و الإنكار لهم.

و هم عادة لا يسارعون إلى علاج هذه المشاعر ، بل على العكس: يساعدون على إشعالها بتصرفاتهم التي تمتلئ بالبساطة و السداجةو الطيبة، و التي تمتلئ في الوقت نفسه بالعظمة.

سقراط أبو الفلسفة الإنسانية مات محكوما عليه بالإعدام ، و كان الذي قدمه للمحكمة هو رجل من أغنياء أثينا ووجهائها الذين ضاقوا بعلم سقراط و شهرته و حب الناس له.. لقد طمس وجود سقراط شهرة ذلك الأثيني الغني، و جعله في حياة أثينا صفرا على الشمال.. و لم تنفعه ثروته و لا قصوره و لا عبيده.. فكان سقراط على فقره و بساطة حياته أقرب إلى الناس منه.. كان نجم أثينا اللامع، و ظلها الذي تستريح اليه النفوس كلما أصابها التعب، و أرهقتها الحيرة.

و لم يفهم سقراط طبيعة الحقد الذي ثار ضده.

أما الأثيني الغني فقد سعى بكل قوته إلى تحطيم سقراط و آتهمه بأنه -خارج على دين أثينا مفسد لشبابها-.. و لم يفهم سقراط أن هذا الإتهام ما هو إلا ستار يخفي وراءه الخوف الذي يحمله له بعض رجال أثينا و على رأسهم صاحب الإتهام..

و لم يسارع سقراط إلى علاج المشكلة بحكمة و براعة، لكنه على العكس واجه الإتهام بقوة، و ظن أن المسألة هي معركة فكرية يجب للحق أن ينتصر فيهااذا كان الحق بجانبه.

ووقف سقراط في المحكمة يدافع عن نفسه أمام جماهير أثينا، و كلما ازداد توفيقا كلما آزداد حنق القاضي عليه.. و كان القاضي الأول هو نفسه ذلك الأثيني الغني.

دافع سقراط عن نفسه ببلاغة جميلة و شجاعة و حكمة.. برز آمتيازهمن جديد أمام الناس، و لو آنتصر سقراط في هذا الموقف فإن معنى ذلك أن وجيه أثينا الغني قد وصل إلى نهايته و آنهار.. إن آمتياز سقراط هو مطرقة دائمة مخيفة تهوي على رأس الأثيني الكبير.

قال سقراط للمحكمة:

-أنا جندي قديم، و رجل طاهر الذيل، شريف العيش، و قد جعلت رسالتي هي محو الجهل الشائع ، في أثينا، و جعلت هدفي هو خير الناس، و إني أحاول أن أجعل من حياتي بركة على أبناء أثينا و لو أعفيت من الموت..فإنني سأظل أجاهد في نفس الطريق..أما الذي يتهمني فما إلا رجل غبي متكبر لا يعرف الحقيقة-.

و ظل سقراط يتحدث ببلاغة الساحرة حتى أثبت أفكاره و برهن عليها ، و عندما وصل إلى هذه النقطة كان في الوقت نفسه قد حدد نوع الحكم الذي صدر ضده بعد ذلك..وهو الحكم بالإعدام.

و يعلق برنارد شو على دفاع سقراط فيقول:

-إن إثبات سقراط لفكرته كان هلاكا له و قضاء عليه.. لقد قضى عليه جهله بمبلغ ما أثاره عليه رجحان عقله على قلوب الرجال من خوف و كره، و ما كان سقراط يحمل لهم في قلبه إلا الخير، و ما كان يظن إلا أسدى لهم كل معروف-

و هكذا آنتهى سقراط بتهمة باطلة..شرب السم و مات، آنتهى لأنه كان صادقا و جميلا.. كان ممتازا.. و كان كما قال عنه تلميذه و صديقه أفلاطون: - إني لن أتردد في تلقيبه بأعدل رجال عصره-.

و قد أثار عليه آمتيازه هذه النفسية التي تخاف الإمتياز وتكرهه، و تشعر أمامه بالرهبة، و لا تستريح حتي تشوهه و تقضي عليه، و حتى تجعل من التمثال الجميل ، تمثالا مكسورا.. أجزاؤه كومة من التراب تخلو من التأثير و الجاذبية.

و هذا نفسه ما حدث للفتاة الصغيرة المخلصة: جان دارك، فقد حوكمت و أحرقت، بعد أن قادت فرنسا إلى النصر و هي مهزومة تكاد تركع تحت أقدام الجيوش الإنجليزية.

لقد راحت -جان- ضحية الوفاق بين فرنسا و إنجلترا. و كانت محنة - جان - هي محنة الإمتياز أيضا.

كانت في الحرب أقوى من الرجال، و أصوب منهم رأيا، و كانت خططها العسكرية تتفوق على خطط قواد الجيش الفرنسي.

و كانت ذات هذف كبير منحها الشجاعة و القوة، فلم تكن تسعى لخدمة نفسها بل كانت تحاول خدمة بلادها على أن تعود إلى قريتها بعد أن يتحقق النصر.. أما رجال فرنسا فكانو يفكرون في مصالحهم الشخصية و مراكزهم الرسمية.

و كانت صادقة صريحة ، تقول للمخطئ -- في عينه -- أنت مخطئ و لذلك لم يحتملها رجال عصرها، فلقد كان آمتيازها عبئا عليهم، و خطرا يهدد وجودهم، و نقدا دائما لهم. فأكبر من فيهم مركز و أهمية -- هو الملك شارل -- كان يشعر أن آراءها أصوب من آرائه، و أن شخصيتها أقوى من شخصيته.. انه إلى جانب هذه الفتاة القروية الصغيرة يبدو عديم الأهمية تماما..

و لم تكن جان تعرف اللف و الدوران و الحيلة. و لذلك أحرقها هؤلاء الذين خدمتهم و أحبتهم ، و كانت جريمتها التي لم تجد من يغفرها لها هي : التفوق عليهم..

و قد علق برنارد شو على إحراق جان دارك و إعدام سقراط فقال: -- لقد كان لنابليون مقدرة مخيفة كالتي كانت لجان دارك و سقراط، لكنه لم يكن صريحا مجاهرا لرأيه..و كان طموحا و لم ينخدع في - رواجه - عند الناس، لم يخطئ معناه أبدا، و سئل مرة و هو في قمة مجده و شهرته: كيف يتصور حال الناس إذا تلقو نعيه فقال: --سيتنفسون الصعداء--..

من أجل هذا مات نابليون على فراشه و لم يصب بسوء، فقد آحتمى دائما بالحذر، و سوء الظن العميق بالنفس البشرية، و معرفته أن الذين يكرهون الإمتياز و يخافون منه أخطر من الذين يحبونه و يتعاطفون معه.

و كان المسيح يدرك هذه الحقيقة النفسية التي تواجه الإمتياز و تعمل على سحقه، و لكن إدراكه لها لم ينقده مع ذلك من العذاب الذي ضاقه على يد أعدائه و الذين يتظاهرون بحبه و صداقته.

و مما يكشف عن فهم المسيح العميق لهذا الجانب من الطبيعة البشرية قول الإنجيل:

-- قال بطرس: إن شك فيك الجميع فأنا لا أشك فيك أبدا، قال يسوع: الحق أقول لك، إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مراث--

و عندما بدأ اليهود يفتشون عن المسيح لإيدائه و تعذيبه أخدو يبحثون عن --حوارييه-- و أصحابه و تلاميذه، و كان من بين هؤلاء بطرس أخلص التلاميذ و الحواريين، فأنكر معرفته بالمسيح ، و إن كان قد ندم بعد ذلك على هذا الإنكار و حمل رسالة المسيح بعده.

و هكذا حدث ما توقعه المسيح، فقد سيطر الخوف على بطرس و دفعه في لحظة المحنة الى انكار أستاذه و معلمه، في اللحظة التي كان أعداء المسيح يحاولون القضاء و التخلص من آمتيازه.

و هذا ما يحدث دائما لكثير من الممتازين، إذ يقعون فريسة لتلك النفسية التي يخيفها الإمتياز و يقلقها..

و ليست هذه الأمثلة التاريخية إلا نماذج مجسدة نجد صورا كثيرة منها في حياتنا العادية... فالمهندس الناجح، و الفنان الموهوب، و الفتاة الجميلة و الشخص المحبوب، كل هؤلاء يعانةن هذه المشكلة ... فالخوف من الإمتياز -- كما يقول أحد علماء النفس -- هو ظاهرة معضلة من ظواهر النفس البشرية.

و هي ظاهرة يشعلها الفشل و الضعف، و يخفف منها بل و يقضي عليها أن يحاول الإنسان آحترام الإمتياز و محبته.. و حب الشخص الممتاز معناه الإنتماء إليه و الإرتباط به، و لا يمكن لإنسان تعود ذوقه على حب الإمتياز و الإعتراف به إلا أن يصبح في النهاية إنسانا ممتازا و جميلا، لكن حب الإمتياز عادة صعبة، تحتاج إلى قوة نفسية كبيرةو إلى ظروف آجتماعية تتيح للجميع فرصا متكافئة، و تفتح الطريق أمام كل فرد يريد أن يعمل و يجتهد.. و لذلك فالمجتمع كلما تقدم، و آتسعت فرص الحياةفيه كلما أصبحت مشكلة الفرد الممتاز أقل آنتشارا و أقل عنفا.

فالمجتمع المتقدم دائما يحتاج إلى العناصر الممتازة و يعتمد عليها .. كما أنه يتيح الفرصة لكل فرد حتى يملأ حياته العملية و حياته النفسية بما يشغله.. و ما يجعله راضيا عن الحياة غير ساخط على الأخرين.

و رغم ذلك كله فستظل الإنسانية تشكو من تلك النفسية التي تكره الإمتياز و تخشاه، فالإمتياز آبتكار و تجديد و خروج عن العادة، و الناس تستريح للعادة القديمة، حتى لو كانت سيئة، على أن تحتمل همةم التجديد و الإبتكار.

و لكن الإنسانية ستظل في الوقت نفسه تضع سرها و قوتها في الشخص الممتاز الذي يدفع الحياة إلى الحركة ، و ينير طرقاتها المظلمة، و يغامر دائما في سبيل الكشف عن الشيء الغامض فيها.. حتى يسير من بعده الناس في نفس الطريق.

و الذين يكسرون التماثيل الجميلة أو يسعون إلى تشويهها قد ينجحون أحيانا، و لكن الحياة تعود من جديد فتخلق هذه التماثيل ليحبها البعض.. و يكرهها آخرون.. و لكي تكون دائما الزهرة التي تنثر العطر للناس و تشرب العذاب.



في أمان الله...



التوقيع


تعلمت أن أمسح بمنديل الأمل
دمعــــة اليـــــــأس،،
وأن أسخر من الزمــــن
بآبـتســــامـــة..

^_^
 
قديم 12-03-2009, 20:05   #2
معلومات العضو
صفاء شوقي
احساس
الصورة الرمزية صفاء شوقي







صفاء شوقي غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي



زمردة الامل وبالفعل انت جوهرة
احساس عال و اختيار جد موفق
جعلتني جد متلهفة لقراءة هذه التحفة معك ومن خلال رؤيتك الخاصة لها
فاحساس المرء بالشيئ يضفي عليه طابعا خاصا مرتبطا به
ومميزا له
ولي عودة ان شاء الله عز وجل حتى نتشارك بعضا من الافكار
كل الاحترام والتقدير لك اختي الكريمة

بالمناسبة :اعجبني توقيعك جداااا والرسالة المستنبطة منه
جعلنا الله دوما شمعة امل وباعثا للحياة لمن حولنا وانار قلوبنا بالحب والعطاء

ملاحظة جانبية: يجب كتابة المصدر في اسفل الموضوع او كتابة بقلمي علما انك من نثر الحروف الاولية ومن اقتبس هاته الصفحات اللؤلؤية من كتاب { تاملات في انسان} لكن هذا فقط اجراء لا يجب الحياد عنه بالرغم من ان مضمون الطرح يتضمن المصدر



التوقيع
~~~~~~
بالحبر نكتب ما يعجز عن قوله القلب
فكيف بالاحرى اللسان
بالنبض نخط احلى واروع
احاسيس هذا الزمان
بغيتنا ان نصنع جسرا
من الاحلام والامال
يضيء بكم لتزدهر بساتينه
فيضحى الحزن
في غياهب النسيان
~ صفاء شوقي ~
 
قديم 12-03-2009, 21:39   #3
معلومات العضو
كلثوم كويم
نجمة الأمل
الصورة الرمزية كلثوم كويم







كلثوم كويم غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

غاليتي إحساس..
أشرقت صفحتي و أنرتها بمرورك الجميل
و إحساسك الصادق الطيب
و كلماتك المميزة
و أنا في آنتظار عودتك بمشاركة جديدة
و أفكارك و كذا آنتقاضاتك
أما فيما يخص ملاحظتك بخصوص المصدر
فلم أرى بدا من إعادة كتابته
لأني أشرت إليه من خلالي عباراتي الأولى
و أشرت له كذلك قبل كتابة ما آقتطفته من الكتاب
لكن هذا لا يمنع من العمل بالملاحظة
في جميع مشاركاتي القادمة
فشكرا لك يا نبع الإحساس
و مرحبا بجميع ملاحظاتك
و لا عدمنا الله من مشاركاتك الطيبة
تقبلي مني غاليتي كل التقدير و الإحترام
دمت في حفظ الرحمن...



التوقيع


تعلمت أن أمسح بمنديل الأمل
دمعــــة اليـــــــأس،،
وأن أسخر من الزمــــن
بآبـتســــامـــة..

^_^
 
 


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:49

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها