أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > منتدى منكم وإليكم > عبر من الواقع
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

عبر من الواقع لننسج هنا قصصنا الواقعية التي عايشناها لنفيد بها بعضنا بعضا..

سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الأخير

عبر من الواقع

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-12-2008, 13:26   #1
معلومات العضو
المهدي عبيد
نجم الأمل
الصورة الرمزية المهدي عبيد







المهدي عبيد غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الأخير






عرفنا في الفصل السابق قدرة علي في مسيرته الجبارة عبر الصحراء الكبرى و كيف أنه أفلت من الجميع حتى وصل الى التراب الجزائري , و كان قد عرف في رحلته الطويلة في الصحراء ماذا تخفي هذه الصحراء في الحقيقة , و احتاط جدا للأمر لأنه شخص وحيد و بسيط و كذرة رمل صغيرة أمام كل إشكاليات الصحراء , و افلت و أفلت الى كانت الصدفة التي فتحت عليه ابواب سموم حارقة , ماذا وقع بالضبط ؟, لم تعترضه حيوانات مفترسة , أو عصابات تهريب و لكنه .... ببساطة وقع في قبضة الأمن الجزائري , و ذلك أن راع من الرعاة ممن اعترضهم في طريقه و طبق عليه قانونه و بعد ذلك ارشده لأقرب طريق صحراوي فرعي ,هو ارشده و لكنه أرشد عليه فرقة أمنية متنقلة كانت مارة بالصدفة من هناك فقبض عليه .
كان يقف بطوله الغريب و شكله الأغرب أمام رئيس المخفر الذي بقي يحدق فيه طويلا مستغربا في هذا الآدمي الذي يقف أمامه هل هو من هذا العالم أم من عالم آخر , أجلسه أمامه على كرسي و امره بأن يحدثه بقصته , فروى علي القصة من بدايتها حتى وصوله الى هذا المكان و كانت قصة طويلة جدا أنصت اليها المسؤول بصبر كبير و بعد أن انتهى , كلمه برفق شديد قائلا : إسمع يا بنى , لقد تعبنا بما فيه الكفاية , و لم يعد هنالك مجال للصبر , ما تحكيه أتذكر أنني قرأته في صغري بالكامل في سلسلة الف ليلة و ليلة , لا فائدة , لا تتعبنا و تتعب نفسك , هات الرواية الأصلية , أو بالأحرى من أنت بالضبط ؟ و ماذا تفعل هنا ؟ , كانت قسمات الرئيس تتغير رويدا رويدا , أخبره علي مقسما أن ما حكاه هو الحقيقة , و صاح فيه المسؤول : ماذا تظننا يا هذا ؟ أحمرة في هذا المكان , بغالا بدون عقول , من يصدق روايتك ؟ طالب تونسي في النيجر ليدرس , رحلة للعمل من موريطانيا الى جزر الموريس , ما تحكيه لا اصدقه حتى في الأحلام , رجال البوليزاريو نحن اعلم بهم , مقاتلي الحركات الإسلامية المتشددة يسكنون الكهوف في الجبال و لا يمرون بالصحراء , رجال العصابات لا يسيرون هكذا و بهذا الشكل , إذا لم تكن من كل هؤلاء فمن تمثل بالضبط ؟؟؟ , و دام التحقيق ساعات طويلة , و توقف ليستؤنف في الغد و بنفس الكلام و الوتيرة , أحس علي أنه بري من كل التهم التي بدأت تحيط به , و كلها تهم مثل الجبل على كاهله , و تشبث بنفس الرواية , و تشبث المسؤول بنفس الكلام , و اخيرا , وجه له الرئيس الكلام ببطئ شديد قائلا : للأسف يا بني , أنت اخترت فتحمل مسؤولية اختيارك , كنت اريدك ان تريح نفسك و تريحنا , و تجنبنا ما لا نريد و لكنك صممت على مراوغاتك التي لن تجد غبيا يستوعبها ....و بهذا الكلام تغير كل شيء و انقلبت الصورة رأسا على عقب , , تعرض علي لما لا يمكن تصوره من الإهانات و الضرب و التعذيب , و صمد لأنه أحس أن نجاته في صموده , و بقي شهرا كاملا في سجن المركز الحدودي و كانت فترة يكره على الحديث عنها تفصيلا ,فما تكرم به عليه الإخوة لا يمكن ان يعاد وصفه , و أخيرا اطلق سراحه بعد اتصالات كبيرة أجريت , اختلطت فيها عديد الأوراق , بين العاطفي و المخابراتي , و صموده الغريب , و يبرر علي كل ما وقع له , فما تمر به الجزائر وقتها يبرر حتى القتل و ليس التعذيب , فإذا كنا نحن أصدقاءه نصدق روايته بصعوبة بالغة فما بالك برجل أمن في صراع مستمر مع كل ما ذكرنا ...
لم يحلق شعر رأسه و لا لحيته و لم يغير ثيابه , بل زاد شكله قباحة ليصبح غريبا جدا قد يفزع أكبر الشجعان , و واصل الطريق مسترشدا بنصائح رئيس المخفر الذي أخبره أن له أكثر من 20 سنة في الخدمة و لم تعترضه حالة كحالته , و برر له كل ما تعرض له , و حكى له قصته الطويلة مع رفاق الصحراء , في شكل اعتذارات لما لاقاه منهم , أما هو فلم يعد من النوع الذي تغريه الإعتذارات و لا يهتم كثيرا بما يسمع , فما شاهده طيلة الرحلة لا يصفه الكلام ,,,
أخذ الطريق الصعب مجددا , و لديه إحساس بقرب انتهاء المحنة , و وقع في قبضة دورية أمنية أخرى و أعيد نفس الشريط الذي تعرض له , و بقي نصف شهر في هذا المخفر , مدة أكثر من طويلة لوقوع اتصالات بين المخفرين و السلط المحلية و الوطنية , ليعرفوا أنه لا يكذب في ما يرويه و واصل الطريق الذي كاد يقترب من نهايته , و مرة من المرات وجد نفسه وجها لوجه مع مجموعة كبيرة من الأشخاص , أحاطت به بسرعة كبيرة , و الكل يستغرب هذا الشكل المتحرك أمامهم , لأول مرة يجدون أنفسهم أمام الغول الذي يخيفون به أبناءهم او رجل الكهوف في الروايات المشهورة , حكى لهم قصته بما فيها من مآسي, صدقوه و أحسوا بعذابه , و لأول مرة يجد حنانا من الآخرين منذ اشهر طويلة , كان الجميع من قرية قريبة من الحدود الجزائرية التونسية , و لهم علاقات ودية و تجارية و عائلية كبيرة مع عائلات تونسية , و تلك من مآسي الإستعمار , فعندما رسمت الحدود الإستعمارية , كانت هنالك عائلات كثيرة , بالمئات فرقها الحد الفاصل , فتجد مسكن الأب في جهة و الأبناء في الدولة المجاورة , أخذه أحدهم معه و قام بكل متطلبات نظافته , و لأول مرة من شهور يحس أنه إنسان , و ليس حيوانا طريدا شريدا , أصبحت حكايته أشهر حكاية في هذه القرية الطيبة التي أضافته و قامت بكل ما يطلبه ,بقي معهم لمدة ثلاثة ايام , و في بداية ليلة حالكة السواد , ايقظه صاحب البيت و خرج معه ليجد رجلين آخرين في الإنتظار , و أخبروه بأن موعد رجوعه الى بيته قد حل , و سارت المجموعة في الظلام الدامس ضمن مسيرة دامت الليل بطوله , , و قرب الفجر وصلوا الى طريق معبد , أخبره صاحبه أن هذا الطريق يؤدي الى القيروان , فسر مع السلامة , تعانق علي مع أخوة الصدفة و الذين أحبوه لله و في الله , ودعوه و اختفوا في الظلام , كان الحظ معه هذه المرة , فسخر الله له سيارة , أوقفها صاحبها باشارة واحدة من علي و ركب و لم ينتشر نور الصباح الا و كان علي يطرق باب منزل اسرته .
الى هنا تنتهي رحلة علي الطويلة , رحلة المستحيل التي نفذها لعبور الصحراء الكبرى , الرحلة التي قام بها دون اختيار , كانت رحلة يجب عبور كثبانها المتلاطمة و عبرها بنجاح , و لم يمض أسبوع إلا و التقينا جميعا في مدينة المنستير حيث ندرس , و كان عناقا طويلا باكيا بين علي و البشير الذي افترق عنه في النيجر , و كانت ليلة حكى فيها علي هذه القصة التي رويتها لكم حتى انتشر ضوء اليوم التالي و كلنا يستغرب حكايته , بعد يوم كان علي و البشير أمام عميد كلية العلوم يطلبان منه السماح لهما بمواصلة الدراسة , و كان القانون واضحا في عدم السماح بالدراسة لمن رسب سنتين في نفس المستوى الدراسي , و بعد أن استمع العميد الى قصة الرحلة , أقسم أن يواصلا الدراسة فالقانون لا يمنع بالالتحاق كطالب "حر" اي يجتاز الامتحانات فقط دون حضور الدروس , العميد وعدهما بالسماح لهما بالدراسة كأي طالب عادي , و فعلا التحقا بالدروس و انهيا العام بنجاح ,
و أبى القدر الا اتمام القصة التي تطرقت اليها سابقا , كان لعلي ابن عم بتونس العاصمة , كان يزوره مرة أو مرتين في الشهر , في آخر السنة الدراسية و في انتظار النتيجة النهائية , كانت هنالك أيام فراغ , قصد فيها على ابن عمه , عندما نزل في المحطة , تذكر مريم , يا الله ماذا فعلت تلك المسكينة , و قد مرت شهور طويلة على آخر لقاء , امتطى سيارة أجرة في اتجاه بنزرت , كانت مريم قد أمدته باسم والدها المحامي المعروف , لم يضع وقتا طويلا في البحث عنه فقد كان مشهورا فعلا , فبالكاد ركب أول تاكسي و أخبره وجهته حتى كان يقف أمام المكتب مباشرة , لم يجد المحامي , فاخبرته موظفة المكتب أن المحامي رجع للتو الى المنزل , فأخبرها أنه محتاج اليه للضرورة القصوى , فأمدته بالعنوان , و كان يراجع الكلام الذي سوف يلقيه على الأب ليطمئن على ابنته .
طرق الباب , و انتظر فتحه , و أخيرا فتح بعد مدة ليست بالقصيرة و كاد يصعق , كانت مريم بشحمها و لحمها تقف أمامه , و كانت بهتتها أشد من بهتته , كان تحديا آخرا منها لتفلت من براثن الأدغال , و باختصار شديد أخبرته بما فعلت و كان وفق ما قدرت و خمنت , و كانت امرأة أخرى بالكاد عرفها و وأخبرته أنها استطاعت كسب عطف والدها و حكت لهم عن وقوفهما معها , و رحب بعلي الفتى المخلص لإبنتهم , ...
نجح علي , و في بداية السنة الأخرى لم نجده معنا في الكلية , أخبرنا قريب له من القيروان أنه يعمل للسفر الى أمريكا سواء بالقانون أو تسللا ,
و لم ندر بعدها هل نجح في ذلك أم لم ينجح , لأننا لم نشاهده منذ آخر لقاء , عندما روى لنا آخر فصل من قصة رحلة تحدي المستحيل الخاصة بالتقائه بمريم .
قد يكون نجح و قد يكون فشل , قد يكون الآن في أمريكا أو في القيروان و قد لا يكون في أي منهما
و قد لا يكون من أهالي هذه الأرض اصلا
و مهما يكن فقد كانت قصته غريبة مثل غرابته و اقر صراحة اني لو سمعتها او قرأتها لما صدقتها و لكني اعرف صاحبها كما اعرف نفسي , و قصته طويلة جدا لان روايتها لنا تواصلت لليلة كاملة لم نحس بها بالنوم لتشويقها الذي لم يبق في ذاكرتي منها سوى القليل
و لماذا سميته المغامر المنسي , لان هذه القصة لو وقعت لاروبي لشاهدناها في فلم سينمائي او كتاب مطبوع و لكن هنا بقيت مجهولة كصاحبها
فمن قام بها شخص فقير و معدم و لا يسعى لا للشهرة و لا للبهرج الإعلامي الخادع
و الأكيد ان هنالك العشرات أمثاله الذين تحدوا هذا المستحيل و قهروه
و بقيت قصصهم منسية لأنهم لا يملكون سوى سواعدهم

كانت رحلة مغامرة نجح فيها و كسب منها الثقة بنفسه ....و هذا ما كان يحتاج اليه فعلا

أشكر لكم متابعة القصة و ارجو انكم واصلتم قراءتها للآخر
ماذا بقي ؟لا شيء تقريبا ... سوى الدعوة ليساعدني الله لرواية القصة الثالثة و الأخيرة من هذه السلسة
قصة عثمان في تحد آخر مختلف كليا عما ذكر
دمتم بخير




 
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:13

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها