أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > الأقسام العامة > بستان المعرفة
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بستان المعرفة لنتبادل معلومات مختلفة ومفيدة لنغني بها رصيدنا المعرفي

العزة..

بستان المعرفة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-2009, 15:12   #1
معلومات العضو
فاطمة ناضي
أستاذة علوم
مشرفة
بالمنتدى التعليمي
الصورة الرمزية فاطمة ناضي








فاطمة ناضي غير متصل

آخر مواضيعي

Lightbulb العزة..




أعود من جديد مع الشيخ محمد الغزالي رحمه الله وكتبه، وأختار اليوم من كتابه خلق المسلم هذه الفقرات عن خلق رفيع ألا وهو خلق العزة الذي يخلط كثير من الناس بينه وبين خلق ذميم ألا وهو الكبر..
وشتان بينهما..





العزة


الكبرياء على العباد صفة رب العباد الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي إذا ظهر قهر، وإذا تجلى طاشت لأنوار جلاله ألباب البشر:
"فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم"
سورة الجاثية الآيتان 36-37
وذلة العباد لربهم ذلة بالحق لا بالباطل.فإن الخلق والأمر والغنى والملك له وحده، ومصاير العباد رهن مشيئته وطوع إرادته. وهم إنما يكونون في أزكى أحوالهم ساعة تعنو جباههم لرب العزة في السجود الخاضع الطويل، عندئد يعرفون وضعهم ويلزمون حدهم، ويعطون الخالق الكبير حقه الذي لا مرية فيه ولا عدوان في تقريره...
أما ذلة العبد لعبد مثله فباطل لا ريب، والمتكبر هنا متطاول مبطل يزعم لنفسه ما ليس لها...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من كان في قلبه مثقال حبة من خرذل من كبر كبّه الله لوجهه في النار"
رواه أحمد
ذلك أن الكبر وصف الله. ولا ينبغي لبشر أن ينازع الله وصفه المستحق له، وتكبر الناس إنما يعني جملة من الخصال الخسيسة، في طليعتها جحد الحق، وجهل الواقع، وسوء العشرة، وتجاوز القدر ، وتحقير الفضل، إلى غير ذلك..
إن اعتزاز المسلم بنفسه ودينه وربه هو كبرياء إيمانه، وكبرياء الإيمان غير كبرياء الطغيان، إنها أنفة المؤمن أن يصغر لسلطان، أو يتضع في مكان، أو يكون ذَنَبا لإنسان. هي كبرياء فيها من التمرد بقدر ما فيها من الإستكانة، وفيها من التعالي بقدر ما فيها من التطامن، فيها الترفع على مغريات الأرض ومزاعم الناس وأباطيل الحياة، وفيها الإنخفاض في خدمة المسلمين والتبسط معهم، واحترام الحق الذي يجمعه بهم...
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور"
سورة فاطر الآية 10
العزة والإباء والكرامة من أبرز الخلال التي نادى بها الإسلام، وغرسها في أنحاء المجتمع وتعهد نماءها بما شرع من عقائد وسن من تعاليم، وإليها يشيرعمر بن الخطاب بقوله:"أحب من الرجل إذا سيمَ خطة خسْف أن يقول بملء فيه: لا"
علام يصيح المؤذن خمس مرات كل يوم مناديا بتكبير الله وحده في بداية الأذان ونهايته؟
ولماذا يتكرر هذا التكبير فيكتنف حركات الصلاة كلها من قيام وقعود؟
والعزة حق يقابله واجب، وليس يسوغ لامريء أن يطالب بماله من حق حتى يؤدي ما عليه من واجب، فإذا كلفت بعمل ما فأديته على أصح وجوهه، فلا سبيل لأحد عليك، ولا يستطيع من فوقك ولا من دونك مرتبة أن يعرض لك بلفظ محرج، وتستطيع أن تحتفظ بعزة نفسك أمام رؤسائك حين تسد الثغرات التي ينفذ منها إليك اللوم والتقريع. إن ألد أعدائك حينئذ يتهيبك..

قال تعالى:
"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة. أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون، والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، وترهقهم ذلة. ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما. اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
سورة يونس الآيتان26 و 27
فالإسلام عندما أوصى المسلم بالعزة هداه إلى أسبابها، ويسر له وسائلها، وأفهمه أن الكرامة في التقوى، وأن السمو في العبادة، وأن العزة في طاعة الله، والمؤمن الذي يعلم ذلك ويعمل به يجب أن يأخذ نصيبه كاملا غير منقوص في الحياة الرفيعة المجيدة فإذا اعتدى عليه أحد أو طمع فيه باغ، كان انتصابه للدفاع عن نفسه جهادا في سبيل الله، وليس ذيادا عن الحق الشخصي فقط، بل إقرارا للحقوق العامة والمثل العليا..
فمن عزة المؤمن ألا يكون مستباحا لكل طامع، أو غرضا لكل هاجم، بل عليه أن يستميت دون نفسه وعرضه، وماله وأهله....
إن القضاء يصيب العزيز وله أجره، ويصيب الذليل وعليه وزره، فكن عزيزا ما دام لم يفلت من محتوم القضاء إنسان..



من كتاب:
خلق المسلم للغزالي ( بتصرف)



التوقيع
 
قديم 23-07-2009, 21:41   #2
معلومات العضو
حصة الحربي
أمل مضيء
الصورة الرمزية حصة الحربي








حصة الحربي غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

رائع مانسج هنا ،، أم عبدالرحمن سلمت يمينك على هذه الفوائد

نعم ( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)
ما أحوجنا حقيقة إلى هذا الخلق في هذا الزمن الذي تداخل فيه الكبر بمفهوم العزة
وتعالت أصوات البعض لرفضه ،،

دمتي للمتقين إمامه

ودي جود



التوقيع
اللهم أستودعك قلبي فلا تجعل فيه أحدا سواك]

[flash="http://n61c3a.bay.livefilestore.com/y1p6EXykfB1iFxBi8M--vz0181UOazRUn0wssJ2qgVc4oVI7BNLnf8iJ9YN5jZVccVdqCL d4-ELEV4/jood.swf"]width=500 height=200[/flash]
 
قديم 22-08-2009, 11:16   #3
معلومات العضو
فاطمة ناضي
أستاذة علوم
مشرفة
بالمنتدى التعليمي
الصورة الرمزية فاطمة ناضي








فاطمة ناضي غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

الأخت الكريمة جود
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أضم صوتي لصوتك أختي فما نسج رائع بالفعل، فتداخل مفهومي العزة والكبر يحتاج إلى داعية خبير في وزن الغزالي لشرحه، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن تداخل التواضع مع الذلة...فشتان بينهما
سعدت بتواجدك أختي جود
بارك الله فيك



التوقيع
 
قديم 13-05-2011, 19:26   #4
معلومات العضو
ايمن المصرى
أمل قادم
الصورة الرمزية ايمن المصرى








ايمن المصرى غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

عزة المسلم أغلى ما يملكه ،
انظر كيف حاور الصحابى الجليل ( ربعى بن عامر) قائد الفرس( رستم )
ماسر هذه القوة؟
ماسبب هذا البأس؟
انها عزة الإسلام
إن القضاء يصيب العزيز وله أجره،
ويصيب الذليل وعليه وزره،
فكن عزيزًا ما دام لن يُفْلِتَ من محتوم القضاء إنسانٌ،
" وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ "



التوقيع
 
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:05

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها