أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > منتدى منكم وإليكم > عبر من الواقع
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة مشاركات اليوم

عبر من الواقع لننسج هنا قصصنا الواقعية التي عايشناها لنفيد بها بعضنا بعضا..

سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الثاني

عبر من الواقع

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2008, 19:41   #1
معلومات العضو
المهدي عبيد
نجم الأمل
الصورة الرمزية المهدي عبيد







المهدي عبيد غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الثاني





وصلنا في قصتنا الى وصول علي و بشير الى موريطانيا حيث كان الهدف الأساسي من الرحلة , مواصلة الدراسة الجامعية , و لكن و بحكم المتعود بشيء ما يصعب عليه كثيرا تقبل الواقع إذا تغير و هذا ما حصل للصديقين , وجدا الحياة صعبة جدا في موريطانيا , البنية الأساسية متدنية جدا , كل الوسائل المتعود عليها في تونس اختفت تماما , شكلا و مضمونا , و كانت هنالك اختلافات كثيرة و كبيرة , إقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا , كل هذا دفع الصديقين لأخذ قرار لا أدري كيف وقع الإختيار عليه , و وفق أي مقياس , و لكن تمر بالإنسان فترات حياتية يقرر فيها أشياء تبدو له غريبة كل الغرابة بعد مضي بعض الوقت و قد يدفع حياته ثمنا لهذا الإختيار الطائش , اتفق الصديقان على تغيير كلي للمسيرة بالدوران ضد عقارب الساعة و بشكل سريع , كان اختيار علي و بشير القيام برحلة للعمل في جزر الموريس , .... نعم جزر الموريس , و قد يكون الكثير منكم لا يعرفها , هذه الجزر تقع في أقصى الجنوب الشرقي للقارة الإفريقية , بالضبط شرق جزيرة مدغشقر , و بمسافة تقدر بـ 900 كم , و أول من زار جزر الموريس كان الفينيقيون الآتين من لبنان في سنوات 2000 قبل الميلاد , و وصلها العرب في القرن الخامس ميلادي , و بها رفاهية كبرى في العيش و لها طابع غربي متميز و لهذا توجه اليها بطلا رحلتنا من أجل التنعم سياحيا و ماديا .
كان الإتفاق بينهما أن يقوما بالرحلة برا من دولة الى دولة ببساطة كبيرة , نظرا الى خريطة إفريقيا , تصوراها صغيرة , و آمنا بأن الإرادة من الممكن أن توصلهما الى جزر الموريس , أبعد نقطة في إفريقيا و في ظل تطور الإتصالات الحديثة و القدرة السريعة في تحويل الأموال و برمجا على البقاء على خط اتصال دائم بأسرة بشير أو أقاربه بفرنسا للتمويل المالي عند الضرورة , و أقتنعا بما توصلا اليه , و هذه ميزة تطبع تصرفات الشباب , الإقتناع بالرأي بسرعة دون تحديد كاف للمصاعب و العواقب . و بدات الرحلة و أمتطى الصديقان وسائل النقل البري باتجاه دولة مالي المحاذية لموريطانيا ,و تمكنا من عبور كل التراب المالي و بصعوبة كبيرة لأن الدولة كانت فقيرة و كل آليات سهولة العيش منعدمة , و كانت فرصة لعلي و البشير لتدارك صعوبة الرحلة , و المشاق الكبيرة التي اعترضتهما كانت إنذارا لاستحالة المواصلة لشابين معدمين في اتجاه دولة بعيدة جدا , و لكن كان قدر الله هو الغالب و واصل بطلا قصتنا الطريق , و عبرا الحدود الفاصلة بين مالي و النيجر , وصولا الى عاصمة النيجر نيامي , حيث دخلا مرحلة إستراحة في انتظار تقرير المرحلة القادمة , و وجدا الأحوال في النيجر في أسوأ حال , و تعتبر موريطانيا أو مالي جنة مقارنة بها و تأكد الصديقان من استحالة المواصلة لأن المال لم يعد كافيا لعبور دولة أخرى فما بالك بعشرات الدول , و قررا بعد مدة من التفكير العميق الإستقرار مؤقتا في المكان الذي وصلا اليه , و مواصلة الدراسة في جامعة من جامعاتها , و عرفا عن النيجر ما يدمي القلب فمآسي النيجر فاقت التصور , فهي تتعرض دائما لموجات من الجفاف الشديد تاتي على الأخضر و اليابس مما جعل الأوضاع هناك ماساوية لدرجة كبيرة و بقيت النيجر تتخبط وحيدة رغم أنها دولة إسلامية , و يكفي أن تعرف أن أكثر من 85 في المائة من سكانها مسلمون و هي عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي و أكثر أرضها صحراء , و نسبة الصحراء تفوق الثلاثة أرباع , و تصل الأوضاع أحيانا لتصبح أوراق الأشجار الغذاء الرئيسي للعائلات , و تعمد النسوة الى حفر مساكن النمل لإستخراج الحبوب التي خزنت بها , و عندما تصل الأوضاع المعيشية بالشخص للطمع في نملة فلكم تصور باقي الصورة , إنتشار لكل مساوئ المجتمعات المتخلفة من مخدرات الى الدعارة الى التجارة بأي شيء من أجل ابسط شيء , إتصل علي و صديقة بعديد الجامعات , و لكن الأوضاع كانت في القاع , التعليم متردي , الطالب لا يحمل من كلمة طالب سوى الإسم . وجدا الدراسة تمر بحالة ركود غريبة , و هو ليس ركودا و لكن شللا كاملا أصابها في العمق , فالدراسة متوقفة لأسباب عديدة و مختلفة , بعضها مفهوم و بعضها غير واضح الملامح إطلاقا , و قد يكون من حظ الصديقين العاثر أن وصلا النيجر في تلك الفترة و قد تكون من أصعب الفترات التي مر بها البلد , كانت الأجساد تتحرك و لكن بلا روح , الناس تتكلم و لكن لمجرد الكلام ليس الا , كان الإسلام هو دين الشعب و لكن كان الإسلام مجرد شعار ليس أكثر و كم فوجئا بحالة الإنحلال الأخلاقي المتفشي هناك نتيجة الفقر الرهيب الذي لا يرحم , و كانت الصورة تشبه تماما قطيعا من الأغنام في مكان فسيح و داخل هذا القطيع يمارس كل شيء , وجد علي و صديقة الجامعة اسما ولم يجدا الجامعة منبرا للعلم , كانت العديد من الطالبات بابنائهن المولودين بطرق الله أعلم بها يسكنون الحرم الجامعي , كانت القدور تغلي و الخبز يعد في الحرم الجامعي نفسه , الحرم الجامعي بقدره العالي أصبح مأوى للطلبة الفقراء و المشردين من عامة الشعب ممن دفعتهم الحاجة لطريق مغلق لم يجدوا له منفذا , توقف الدراسة أجبر الصديقين على إعادة الحسابات جملة و تفصيلا , إنتظرا شهرا كاملا عسى أن تجد المشاكل حلا و لكن لا حياة لمن تنادي , كانت المشاكل الإقتصادية و الإجتماعية أكبر من أن يتقدم فيها حلم الصديقين أنملة واحدة , و المال بدأ ينفذ رويدا رويدا , حتى وصل الى مرحلة لا يكفي للرجوع بواحد فما بالك باثنين , لم يجرؤ علي و لا صاحبه في الإتصال بأي مسؤول تونسي أو عربي , لأنه ببساطة لم و لن يوجد مسؤول عاقل يصدق رواية الدراسة بالنيجر أو السفر الى جزر الموريس , و ستفتح أبواب يصعب على أحد غلقها بعد ذلك , كان الصديقان في تلك المدة يقتصدان لدرجة حدود الإقتصاد في النفقة , و النفقة تهم الأكل فقط لأن المبيت موجود في المبيت الجامعي , المهم أن تخفي رأسك في أي ركن فيه و الصباح آت لتبدأ الحياة من جديد , كل اتصالات علي و بشير بالأسرة انقطعت لأن الإتصالات كانت بدائية جدا و بالكاد تنطق لينقطع الإتصال , فشلت كل المساعي للرجوع الى أرض الوطن بشكل سليم و آمن , و بقي الصديقان في انتظار الفرج من الله سبحانه و تعالى , و تعود الصديقان على البشرة السمراء حتى اصبح كل منهما يستغرب شكله في المرآة , و تواصلت الحياة صعبة المنال في ظل تلك الأوضاع , حتى فاقت الشهر و هي مدة كافية لتقضي على الموارد المالية البسيطة لعلي و بشير , و في قمة تردي الحالة وقف الصديقان على حالة متردية أكثر من حالتهما , و كان ذلك عندما كانا يتسكعان او يتنزهان بالمعنى الجميل للمعنى في سوق أسبوعية بالقرب من المبيت الجامعي , صدفة أبصرا أمرأة جميلة لها ملامح أجنبية , و لأول مرة منذ أكثر من شهر يشاهدان قشرة مخالفة للقشرة السمراء , كانت تلبس اللباس التقليدي الخاص بالنيجر و كحب اطلاع حياها بشير باللغة الفرنسية و حيته كذلك بنبرة حزينة و بلهجة تبتعد كثيرا عن نطق أهالي النيجر , و اكتشف الصديقان أنهما أمام حالة غريبة فاقت قصتهما ,و كاد يغمى عليهما و هما يعرفان موطنها الأصلي , كانت المرأة تونسية و من عائلة راقية بالمعنى العصري للكلمة , و اكتشفا مصيبتها التي تدمي القلب , مصيبة كل فتاة تغريها المظاهر و تدخل المجهول ضد رغبة الجميع , امرأة تونسية من عائلة غنية مرمية في قلب النيجر و في حالة غريبة , و بقصة تبكي العيون , فقررا مساعدتها رغم أنهما أولى بالمساعدة ,و تلك ميزة المسلم تجده في قلب المأساة يهرع لمساعدة أخاه المسلم .
و قد يقول أحدكم و لماذا تحكي لنا هذه القصة , ببساطة لأني وجدت فيها عبرة للعديد منا , و قد تساعد في فهم البعض من الأشياء مهما كانت بسيطة
ما هي قصة هذه المراة ؟ و ماذا تفعل في النيجر ؟ و ما دور بطلي قصتنا في تتمة احداثها ؟

كل ذلك سأرويه لكم في الجزء القادم إن شاء الله



 
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:09

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها