أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > منتدى منكم وإليكم > عبر من الواقع
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة مشاركات اليوم

عبر من الواقع لننسج هنا قصصنا الواقعية التي عايشناها لنفيد بها بعضنا بعضا..

سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الثالث

عبر من الواقع

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-2008, 12:09   #1
معلومات العضو
المهدي عبيد
نجم الأمل
الصورة الرمزية المهدي عبيد







المهدي عبيد غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الثالث





عرفنا في الجزء الماضي كيف أن علي و بشير وصلا الى طريق مسدود في النيجر و لم يستطع أحدهما إجراء أي اتصال بالعائلة في تونس مما جعل الأمر صعبا جدا , و صدفة قابلا المرأة الأجنبية كما ظهر في البداية ليكتشفا أنهما أمام أمرأة من الوطن الأم و لأول مرة منذ الوصول يتكلمان مع شخص ثالث باللغة العربية , و حكت لهما قصتها الغريبة .
إسمها مريم و ولدت وتربت في مدينة بنزرت و هي مدينة ساحلية في أقصى الشمال التونسي , هذه المدينة لمن لا يعرفها من أجمل مدن العالم ناسا و عمرانا , لو وضعوك فيها دون أن تعرف ستقسم أنك في أرقى المدن الأروبية , و فعلا فهي شكلا أروبية و حتى سكانها يشبهون كثيرا الجنس الأروبي , الإحتلال الفرنسي عندما اندحر من تونس خرج من كل شبر منها و احتفظ ببنزرت , احتفظ بها لآخر لحظة و لم يخرج الا بعد استشهاد أكثر من 12 الفا من الشباب الأعزل الذي دخل مع القوات الفرنسية في حرب طاحنة , كانت غير متوازية القوى , شعب ثائر و اعزل ضد قوات محتلة مدججة بكل انواع الأسلحة , و رغم ذلك خرجت القوات الفرنسية , و الى الآن تحتفل تونس بذكرى الجلاء , جلاء آخر جندي فرنسي عن بنزرت.
في هذه المدينة ولدت مريم و كبرت , و كانت من أسرة راقية ماليا و اجتماعيا , كان والدها محاميا مشهورا و أمها طبيبة قديرة , لذلك عاشت مريم مدللة , لا ينقصها شيء , حتى ذهابها الى المدرسة كان راقيا , سيارة توصلها و ترجعها مع سائق خاص , و كانت ممتازة في الدراسة , الى أن وصلت الى الجامعة , في الجامعة و في سنتها الأخيرة تعرفت عليه , كان شابا فتيا من النيجر , قوي العضلات تظهر عليه كل علامات الطيبة و الطهارة , كان من الأسر الغنية ببلاده , كان أبوه وزيرا هاما و له طموحات سياسية كبيرة , أرسلته العائلة لمواصلة الدراسة بتونس حتى الحصول على الإجازة في شعبة التجارة الدولية , و بعد ذلك يتم مرحلة الدكتوراه بأمريكا , و كانت تبرز عليه علامات الثراء , شيئا فشيئا تعلقت به مريم و أحبته , رغم صعوبة الأمر فالى حد الآن مازالت هنالك حواجز نفسية كبيرة في ارتباط زوجي بين الأسود و الأبيض رغم أن الجميع من دين واحد و أحببنا أم كرهنا مازال الأمر قائما و مازال كموروث عنصري قائم الذات , لم تر فيه مريم عيبا طالما كان مسلما , و قد كان .
عندما طرحت الموضوع على والديها كانت كمن فجر قنبلة ثقيلة الوزن داخل العائلة الهادئة , الأم كاد يغمى عليها و الأب صب عليها جام غضبه حتى كاد يقتلها , و لم تيأس و حاولت و حاولت و زادها تمسكا بالأمر ما أعلمها به الشاب الطيب من أن والده سيرسلهما الى أمريكا و الزواج لم و لن يقف أمام طموحها الدراسي و قد يصل والده يوما و يصبح رئيس النيجر , عند ذلك ستفتح أمامها كل أبواب العالم , و قد تكون هذه الرغبة الدنيوية هي الغالبة في التمسك برايها و تخيلت نفسها و حماها رئيس دولة بل زاد طموحها لترى نفسها زوجة رئيس النيجر , فما المانع ليكون زوجها رئيسا طالما كان أبوه رئيسا
أعلمها أبوها بأن الأمر ليس سهلا كما تراه و تتخيله , و حاول معها بكل الطرق , و دعاها لتترك له بعض الوقت ليتأكد من هذا الزوج القادم من قلب الصحراء , و لكنها لم تقتنع و تشبثت أكثر برايها حتى وصل به الامر ليضعها أمام الإختيار الصعب : إما الشاب النيجري أو عائلتها , و زين لها الكثيرون الأمر من زاوية تحبها هي , هي لم تخالف الدين في شيء , الرجل مسلم و من عائلة محترمة جدا و .... و .... , اقتنعت برايها و منت نفسها برضى الوالد عنها بعد أن تتغرب عنه , وقلب الأم و الأب دائما يرق لفلذه الكبد مهما أخطا ,
و لكم تصور حالة هذا الأب عندما أخبرته باختيارها , و كان آخر ما قاله لها : أنت خرجت عن طوعي , و لكن تحملي كل مسؤوليتك , و تذكري دوما أن عائلتك بزواجك هذا قد ماتت عن آخرها , و إياك أن يأتي اليوم الذي أشاهدك فيه أمامي مهما كنت سواء كنت عادية أو زوجة رئيس , أو رئيسة النيجر ذاتها , فامضائك على ورقة الزواج هو في نفس الوقت إمضاء على القطيعة النهائية بيننا و بيننك , و كان ما كان , تزوجت بالشاب في أحد النزل في غياب كلي لأسرتها و لم يحضر سوى بعض أصدقاء الدراسة و بانتهاء الدراسة امتطت مريم الطائرة صحبة زوجها في اتجاه الوطن الجديد .
قالت مريم , عندما حطت الطائرة و في اتجاه مقر الزوج أحسست بشي غريب و كأن روحي تخرج مع كل شبر من الطريق , تماما كمن يوضع في أرض خالية من كل شيء بعد أن كان يجد كل شيء , و اكتشفت بعدها أنني كنت أغبى فتاة وجدت على الأرض لأني تسرعت , كان الزوج طيبا و غنيا و صبورا و يتصف بكل الصفات الحميدة و لكن كان تظاهرا فقط , عرفت أن زوجي ليس ابن وزير و ليس غنيا , فقد كان يسكن في أسرة عادية جدا و أين ؟ في بعض غابات النيجر القريبة من العاصمة , كان من أسرة عادية تمثل جزءا من قبيلة , نعم قبيلة يحكمها شيخ هرم بعادات و طقوس غريبة , ميزة زوجي أنه ممتاز في الدراسة لذلك تبنته شركة محلية لتقوم بتدريسه على أن يعمل لديها عندما يتخرج , هذا كل ما في الأمر , و كل ما حكاه أو تصورته كان مجرد حلم استفاقت منه عندما اصطدمت بالواقع ,.
الى هنا نزلت دموعها غزيرة أبكت علي لأنه ذاق الظلم مثلها و كان يحس بمدى ماساتها , فتاة تربت تربية مرفهة لم تتعود على الذل , توضع في هذا الموقف دون سند , عرف الصديقان باقي قصتها , فقد واجهت زوجها بحقيقته , فأعلمها أنه من فرط حبه لها كذب عليها , أعلمته أن الكذب من أقبح الكبائر , و أنه أدخلها في قطيعة دائمة مع أهلها , كان الزوج مغلوبا و بلا أدنى شخصية ليعترف بخطئه و يصلحه , بالعكس كان بالكاد يوفر لقمة العيش لهذه الأسرة الصغيرة مع مساعدة أهله في أوقات متعددة أخرى , احتفظت بجواز سفرها و لكن ماذا تفعل به , أصبح كورقة عادية لا تصلح لشيء , دون مال , ماذا يمكن لها أن تفعل , سكنت مع العائلة الكبرى في الأدغال , و شيئا فشيئا استسلمت لمصيرها و أحست أن الله سبحانه يعاقبها لأنها عصت والدها , و والدها كان واضحا , عليها تحمل مسؤولية اختيارها , و يجب أن تتحمله , كان من العبث محاولة البحث عن مساعدة والدها , و حتى لو حاولت فكيف ؟ و كان الصديقان يعرفان هذا الأمرجيدا , .
عاشت مريم 4 سنوات كاملة في عالم آخر , تعيش في بيت من عيدان الأشجار , تعد الطعام بما أمكن , تاتي بالماء من بعيد على حمار , نسيت شيئا إسمه التلفزيون أو الثلاجة أو الجريدة , كان الجميع يعيش كطارزان , فتى الغابات و عاشت مريم فعلا كفتاة الغابات و لكنها لم تنس يوما أهلها و بلدها , و أن هذا ابتلاء من الله لها يجب الصبر معه , و لها مرة في الأسبوع تقوم بزيارة هذا السوق لشراء الضروري من ضرورات الحياة , و في المساء تقفل راجعة مع العديد من نسوة القبيلة على الأحمرة , أعلمها على بأنهما سوف يساعدان بما بقي من مال و حتى لو وصل الأمر الى فعل ما لا يمكن فعله لتنقذ نفسها و تهرب من هذا الجحيم , أخبرته مريم باستحالة هذا الأمر حاليا , لأن لها طفلين صغيرين , و أنها لا تستطيع تركهما في هذا الضياع , فتعيد إصلاح الخطأ بخطا , و عرفت إحساس والدها و أمها بعد إنجاب الطفلين و لكن هذه المعرفة كانت متأخرة جدا جدا .
و لكن مساعدتها تكمن في السكن هنا في العاصمة , فهي بنت مدينة و إذا استقرت هنا فسوف تدبر أمرها بشكل جيد , لأن الأنفاس في القبيلة تحسب عليك و لا تستطيع الحركة قيد أنملة دون علم رئيس القبيلة , .
و قرر علي مساعدتها بشكل حاسم و عاجل , خصوصا بعد أن علم أن زوجها معها في هذا التسوق , و أنه ذهب لقضاء بعض الشؤون الأخرى , و ساعدها فعلا صحبة صديقه بتنفيذ عملية صعبة في بلد غريب ضد شخص غريب عنه و ضمن طريقة لم يتعود عليها .

كيف ساعد الصديقان مريم ؟ و هل انتهت مأساتها ؟ و كيف سيبدأ علي رحلة تحدي المستحيل ؟

كل ذلك سأرويه لكم في الفصل القادم إن شاء الله



 
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:10

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها