الموضوع: حكايتي..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2008, 21:14   #1
معلومات العضو
عبد الهادي اطويل
ادارة الأمل
الصورة الرمزية عبد الهادي اطويل






عبد الهادي اطويل غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي حكايتي..




في بحر من الأفكار المتلاطمة أمواجه، وداخل مملكة من التناقضات أنا ملكها، أعيش وحيدا دون رعية، أسمع زقزقات الطيور الباكية، وأشجو ألحانا حزينة .. أبكي من غير دموع، أحيا الليل الأبدي بلا قمر ولا شموع، أقلب صفحات الماضي في خشوع، وأرقب سويعات المستقبل بلا رغبة ولا طموح .. نهاري ليل طويل، وليلي أشباح وعويل.. دنيا ليست دنيا، وحياة ليست حياة؛ إنما دنياي جحيم وحياتي لحظات من حميم، فأين لي بالنعيم؟
كذا أصبحت بعد أن أحببت وفارقت. لعمري إن الفراق صعب: كأس من العلقم نعب منه غصبا.. وأي علقم.. كنت أعتقد بأني سأحب الحياة لحبها وقد فعلت، ولكن ما العمل الآن وقد حان الفراق؟ أأكره الحياة ولا أحب ما حييت؟ أم أحيا بقلب غير قلبي وكيان غير كياني؟ أما القلب فبفراقها قد رحل، وأما الكيان فبغير القلب ما له وجود..
فكرت وفكرت..، ثم سألتها بعد طول تفكير: "يا أيتها النفس! بالله عليك دليني، وعن الجحيم أبعديني، وإليك وإلى رشدي أعيديني.." أجابتني نفسي تحدثني: "لن تحيا إن أنت دوما أحببت، ولن تحيا إن أنت دوما كرهت. إنما الحياة شيء ونقيضه. قد تكون عسلا مرا، كما قد تكون علقما حلوا. واعلم بأن الحياة تجارب؛ خطوات نخطوها، إن إلى الأمام أو إلى الوراء، لكنها تبقى خطوات.. فإن كانت أماما فتجربة ناجحة، وإن كانت خلفا فتجربة قاسية فاشلة، لكنها دوما مفيدة، لأنك لن تخطو بعدها إلا وأنت مدرك تمام الإدراك أين تضع قدمك بالضبط".
لأول مرة شعرت بأن نفسي لم تأمرني بالسوء، وقررت بعدها أن أحيا بالأمل، وأن أبدأ رحلة جديدة؛ رحلة البحث عن النعيم ولو في أعماق الجحيم.
بقلم hadi060 (اللحن الحزين)، في أكتوبر سنة 2002م بترغة (المغرب)



التوقيع