الموضوع: سمـــاء سوداء
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2009, 18:47   #1
معلومات العضو
اسماء اخزان
مشرفة الشعر والخواطر
الصورة الرمزية اسماء اخزان







اسماء اخزان غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي سمـــاء سوداء





محاولة بسيطة، ووليدة اللحظة
أتمنى أن تكون في المستوى



محمد الجار الجديد، كان يلمحها جالسة على كرسيها المعتاد في شرفتها التي تقابل شرفة غرفته
وكان يراقبها من خلف ستارته خلسة، ويتسائل ـ ترى لما تنظر للسماء دوما وتتأملها دون كلل؟ ـ
أعجب بنظرتها للسماء، وكثيرا ما تمنى لو تلك النظرات تتجه إليه يوما
لكنها كانت تدخل لغرفتها كلما شعرت به يخرج الى شرفته
نوال..هكذا كان اسمها، سمع والدتها تناديها ذات مرة، فابتسم حين تمكن من معرفته دون جهد منه
كان دوما يحاول أن يكلمها، كان يحاول أن يكون جزءا أو مجرد نقطة في سمائها التي لا تمل النظر والتمعن في جمالها
وفي احد الصباحات المشرقة، كان اليوم جميلا، والسماء لا يخدش جمال صفائها شيء، سمع محمد صوت خطواتها في الشرفة المقابة
فقام مسرعا ينظر كعادته من وراء ستارة نافذته، رآها تقعد على كرسي خشبي، وبيدها فنجان قهوتها الصباحي.
فتح خزانة ملابسه ولبس قميصا أنيقا وخرج للشرفة، فما إن حاولت الإنصراف وقتها حتى ألقى عليها التحية، وما كان منها إلا أن ترد بصوت رقيق ـ أنعمت صباحا أيها الجار ـ
ـ الجو لطيف اليوم والسماء أجمل بصفائها
ـ نعم واضح أن الجو جميل ومشرق، أستشعر بدفئ الشمس يحوطني
ـ الآن ونحن في الربيع تجدين العالم يكاد ينطق جمالا، أراكِ دائمة التأمل في السماء
ـ فصل الربيع.. دافئ حقا ونسيمه مختلف، وكأنه مصحوب بموسيقى
ـ وماذا عن الورود؟ أيها تفضلين؟
ـ أحب رائحة القرنفل أشعر أنه أجمل من غيره
ـ والسماء؟ واستطرد ثم صمت قليلا
كانت مبتسمة طوال وقت الحوار الذي دار بينهما، ولم تنظر ناحيته الا لوهلات بسيطة، وكم كان يتمنى لو نظرت الى عينيه
وفي هذا الحين قالت بصوت هادئ:
صف لي شكل زهرة القرنفل!
كيف تراها؟
أو صف لي السماء، يقال انها زرقاء، كيف هو اللون الأزرق؟
هنا اصطدم محمد بجدار الفاجعة، وحاول أن يستطرد لعله أخطئ، نظر اليها وإذ بها تتأمل السماء!
كيف تريدني أن أصف السماء، وهي التي لا تكاد عيناها تنظران لغيرها؟
ترى هل كانت تتأمل سوادها
صدمة بقلب محمد، كيف لتلك العينان الفيروزيتان الجميلتان أن لا ترى إلا السواد
وكيف يصف زرقة السماء، وشكل القرنفل، ظلت هي بابتسامتها، وهو بدمعته اليتيمة وصدمة..أكبر من السماء

تمت

بقلمي: اسماء اخزان

تحياتي



التوقيع
[FLASH=http://n61c3a.bay.livefilestore.com/y1pKwu0NmpyQhcU3Ca0CYvR58hKKonMMNiWqTP-KatrLDb-Zr84LwlODu00SNhV4xLbM1OjCntEHWmVm6PLNVeeEw/asmae.swf]width=500 height=200
[/FLASH]


اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا
آخر تعديل كان بواسطة اسماء اخزان بتاريخ 16-05-2009 على الساعة: 12:00.