[توشكينت]

من منا من لم تتضارب افكاره يوما بين المتناسبة و المتناقضة , الواقعية و الخيالية ,
العاقلة و المجنونة

من منا من لم تتعارض احاسيسه و معتقداته , عقله و قلبه, خيره و شره
من منا من لم تخنقه مشاعره يوما تنامت كجسم غريب علق في حلقه يعيقه تنفسه و لا
يقوى اخراجه

كم مرة اجهشنا بالبكاء لنستريح و كم مرة اردنا البكاء و ما استطعنا ,جفت العيون او
استحينا

كم مرة تقنا للتعبير عما يخالجنا للآخر و ما تفوهنا , خوفا من رأيه , حكمه و لربما
استهزائه

و كم مرة راقبنا الزمان يأخذ مجراه كالنهر و نحن واقفون متفرجون لا نقوى حراكا , ماء
يتسرب من قبضتنا المحكمة نفتحها فنصعق بالفراغ و نكلم انفسنا ماذا فعلنا و ماذا لم
نفعل

..........و كم مرة .........وكم مرة



و يسألونك : أ تكلم نفسك؟ هل انت عاقل ام مجنون؟
و ما التعقل و ما الجنون؟
خيط رفيع يربط العالمين
اليوم عاقل و غذا لربما مجنون او العكس

قد تخون العاقل ردود افعاله و يفقد توازنه و ينزلق بسرعة نحو العالم الآخر عالم
الجنون
وكم هو سهل هذا الانزلاق
وكم هو جميل ذلك العالم
لا قيود, لا ظنون, لا مسؤوليات, لا ترقبات , لا توجسات من طعنات غادرة و ابتسامة لا
تفارق المحيا

و ما كل عاقل عاقل و ما كل مجنون مجنون
فما العاقل في هذا الزمان الا انسان شجاع يتلقى الضربات فيتكيف معها, تارة غالب و
تارة مغلوب
في حين ان آخر آثر الانسحاب بجبن او باضطرار هذه الحياة

و ترى عاقلا مجنونا يعيش دنياه في غيبوبة محتنكا اياه هواه لا يستفيق منها الا بعد
موته ليرى الحقيقة عين اليقين

و ترى مجنونا عاقلا يتلذذ بالدنيا و ما تعرضه , حريص في حركاته و سكناته متذكر
فقدانه اياها في اية لحظة

ويبقى الجنون و التعقل فينا بنسب متفاوتة
فمن يتجرأ منا على اظهار جنونه او اخفاء تعقله

كان بودي الاسترسال اكثر لكني تنبهت اني قد اطلت لحد الآن فعذرا اختي إحساس
تقبلي مروري هذا او هلوساتي كما اقترحت
و شكرا اختي على الموضوع المتميز الذي يحفز على الكتابة و النقاش كونه غني
بالمعاني و اللأفكار
استمتعت فعل ا بحضوري
في رعاية الله