[غادة العويبد]

كعادتي..و هي أنني وقت الغروب..أخرج لأشاهد منظر الغروب..و لكن غروب اليوم لم يكن كأي غروب من الأيام الماضية..غروب..شعرت فيه بلوعة القلوب..و متاهات الدروب..
ربما لأنني منذ فترة لم أشاهد الغروب من ذلك المكان..المكان الذي كلما ألتفت إلى كل موضع فيه أرى طيفه الغامض..فقد عم لون الشفق..بحمرته أرجاء الأفق..و قلبي من حرارة الشوق..و الذكريات يحترق..حتى السحب أنظر إليها باستغراب في مغادرتها السماء بسرعة..مودعة مع الغروب..
نظرت إلى منزله..تذكرت عندما كان في شرفة منزله..يتأمل جمال الغروب..و كنت أنظر إليه بشوق..و قلبي يتألم..قررت أن أغير ذلك المكان علني أنظر إلى أي شي آخر أشغل به نفسي..
نزلت إلى الوادي..و بينما أتأمل جمال الطبيعة الخلابة و أنظر إلى الأزهار الموردة..إذا بقلبي يتألم يتذكر ذلك الوجة الوسيم..الذي كان يتجول في أرجاء هذا الوادي..بقيت صورته في مخيلتي و أنستني جمال الطبيعة الخلابة..تأملت في الجبال و التلال من حولي..و تألمت عندما تذكرت ذكريات الطفولة الرائعة معه..و نحن نعدو ..و نتسابق..و نتسلق..أرجاء هذه التلال و الجبال..
تعبت و عدت جلست تحت شجيرة صغيرة..و أنا منهكة متعبة..من التجوال و استعادة الذكريات الحلوة..و تذكرها بمرة..
أغمضت عيوني..و جلست أستمع إلى موسيقى تركية صامتة..بدأت أستمتع بالموسيقى التي تعزف في أذني..و إذا بقلبي يتألم..و كأنني لا أسمع سوى همساته التي ترن في أذني بكل الحزن..
فتحت عيوني..و إذا بالشمس قد اختفت..و بدأ الظلام يعم أرجاء ذلك المكان..و بينما أنا أتأمل المنظر الجميل في السماء و النجوم التي بدأت تتألق و منظر الهلال في أول الشهر..إذا بقلبي يتألم.. حيث كان ذلك الظلام عباءة ألبستني المزيد من الشوق ..

بقلم غادة العويبد التائه
يوم الأحد الموافق 3/2/1429
10/2/2008