يوم لا أنساه أبدا ..
عينت في مدينة قريبة من مدينتي , وكنت أعتبر نفسي
محظوظة لكوني أستطيع السفر إلى أهلي أسبوعيا حيث
لا يفصلني عنهم إلا تسعون كيلومترا .
كان علي فقط أن أتأقلم مع وضعيتي الجديدة , وأن أنهمك
في إعداد الدروس إعدادا جيدا فأنا متابعة بزيارات للمرشد
التربوي ومفتش المادة ....
آنذاك كان المرشد التربوي - وهو أستاذ ممارس لمهنة
التدريس - يقوم بزيارة الأساتذة الجدد قصد توجيههم
وإرشادهم قبل زيارة المفتش ..
لا أذكر عدد المرات التي زارني فيها المرشد التربوي لكنني
لا أنسى آخر زيارة ...
ففي نهاية الزيارة , وبعد أن أخرني إلى ما بعد الساعة
الثانية عشرة بتوجيهاته التي لا أذكر منها شيئا ,طلب مني
أن يوصلني بسيارته فرددت طلبه , فكرر طلبه مرة أو
مرتين , وكررت رفضي بلطف ..
فغضب غضبا شديدا , ثم خرج مغلقا باب الفصل بشدة ..
لكن غضبه لم يقف عند هذا الحد , بل قام بإرسال
تقرير سيء عن الزيارة للمفتش, وبناء عليه , لم يتم
ترسيمي إلا في السنة المقبلة عقابا لي على عدم ركوبي
مع السيد المرشد التربوي في سيارته ...
واليوم , أضطر في أحيان كثيرة لسرد هذه القصة عندما
يتساءل البعض عن سبب عدم ترسيمي وضياع سنة كاملة
من سنوات عملي …
أم عبد الرحمان