الموضوع: لمسات الهوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-2009, 16:21   #7
معلومات العضو
اّمنة اطوير
أمل قادم
الصورة الرمزية اّمنة اطوير







اّمنة اطوير غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

لوح احمد بيده محييا واستدار ليتحرك في خطوات نشطة بعد ان وضع يده علي سر غياب نعيمة

عنه , احس بانه ظلم نعيمة وبانها تحبه كثيرا وان حبهما اكبر من ان يتعرض لمثل هذه

التفاهات , اغمض عينيه ثم فتحهما علي اتسعاهما , ازدرد ريقه , وتمهلت نعيمة ثم وقفت قبالته

وقد ازدان ثغرها با بتسامتها العذبة:

-احمد..كيف حالك يا احمد ؟

ذابت ثورته , تلاشي غضبه وتضاعف احساسه بانه ظلمها , وبانها تحبه .. تحبه.. تحبه.

-حالي ؟..اين كنت؟

-سافرنا الي طرابلس فجأة .. لم اكن اعلم يا احمد بامر سفرنا .. صدقني.. لم استطع ان اتصل بك

لاخبرك ..لقد كان الوقت ضيقا .. تعذبت كثيرا لاني كنت اعلم بانك ستسيء بي الظن.

وانتبها الي انهما يقفان في الشارع وان العيون ترصدهما في فضول كريه فاستأذنت عينا نعيمة في

حياء وتحركت في خفر.

-سأراك غدا في الحديقة ..عند الخامسة ..

تدفقت دماء الحياة في عروقه من جديد وطغت السعادة علي مشاعره فكاد ان يضحك وسار في

خطوات خفيفة غير عابئ بشئ , فالحياة هي التي يعيشها داخله اما ما يحدث خارج ذاته فهي حياة

الاخرين وحدهم , وتمني الا يلتفت الناس الي غير انفسهم حتي يتمكن من لقاء نعيمة .. كيف

شاء .. متي شاء .. اين شاء.

نقر الباب بخفة مقلدا لحنا شعبيا مرحا , فتح الباب فدلف الي السقيفة ليحتضن امه ضاحكا:

-سامحيني يا امي .. سامحيني ..

بهتت الام ولكنها بادلته ضحكته , فمضي الي الحمام واغتسل ثم عاد الي *المربوعه* مدندنا بأغنية

تحبها نعيمة , ارتدي بذلته علي عجل , سبح في سماء *المربوعه* والسقيفة في وسط المنزل ثم

نادي امه مداعبا :

-امي ..ا..م..ي..

خرجت امه من خرفتها الي وسط المنزل وقابلته مرحه با بتسامه حانيه .

-نعم

-لقد نفذت جميع تعليماتك .. اغتسلت ..ارتديت بذلتي الجديدة .. وهأنذا في انتظار الدينار .

-بكي اخوك كثيرا ثم نام ... ماكان يجب ان تضربه يا احمد .. ان تحطم كبرياءه امام الصغار.

اندفع الي غرفة نوم انه , ووجد الصغير ملقي علي السرير يغط في نوم عميق لا تقلقه الا عبرات

متباعدة , فرفعه وقبله في جبينه , فتح اخوه عينيه لينخرط في بكاء طفولي وليتملص بين ذراعيه ,

قابل احمد بكاء اخيه وتملصه بروح مرحه وشرع يدغدغه , يداعبه الي ان كف عن البكاء وعاتبه

بعينين دامعتين:

-لماذا ضربتني؟... انا لم افعل اي شئ ...

-كنت نائما فأزعجتني واصحابك بضجيجكم .. وعلي كل حال سامحني .. لن اضربك بعد اليوم ابدا..

طاب خاطر الصغير واشترط ان يصحبه احمد معه الي دار الخيالة وافق احمد بينما امتدت يده تنتزع

الدينار من بين اصابع امه في خفة .

-لست ادري لم كل هذا الاحتراق يا احمد ؟.. ان النجاح والرسوب بيد الله يا ابني فدع الامور له

ييسرها كما يشاء سبحانه , ولا تنسي انك صغير وان الدنيا لا تزال امامك ..

واجاب احمد في خبث , كادت عيناه ان تنطق به :

-لكنني ذاكرت كثيرا كما تعلمين وقد خلت نفسي راسبا فعز علي ان ارسب بعد المجهود الذي بذلته ,

لكن الدنيا ما زالت امامي بكل اغراءاتها وفرصها ..

اعدت امه اخاه ونادته مستعجله اياه فجاءها صوته من وراء باب *المربوعه* المغلق:

-لحظة ..لحظة واحدة..

واشبع صورة نعيمة تقبيلا ثم اخفاها في جيب معطفه , فتح باب الغرفة وامسك بيد اخيه وخرج الي الشارع .

مضي يحلم.

الدنيا مازالت امامي .. سأفعل الكثير .. سأنج وانجح وانجح .. ساتزوج نعيمتي الحبيبة وسأعيش

حياتي الرائعه في ربوع احلامي .

وضغط علي يد المختفية في كفه خالها يد ابنه في طريقها الي دار الخيالة , احاطته هالة من الفرح

وسرت في كيانه بهجة فاضت بها عيناه ,ثغره , ملامحه ,خطواته .

ها قد اكملت لكم القصة ارجو ان تكون قد نالت اعجابكم

تحياتي لكم

اّمنة اطوير



التوقيع
آخر تعديل كان بواسطة سالم العامري بتاريخ 14-08-2009 على الساعة: 14:00.