مرحبا بك أختي عبير من جديد..
سوف أحاول أن أركز على الأسئلة التي طرحتها كما طلبت وحتى لا نتشتت في النقاش، رغم كوني أرى أن الأسئلة شكلا تعطي حكما عاما وهو لا يجوز، فكأن الأستاذ بشكل عام هو على هذا الشكل، في حين أن ذلك قديكون استثناءا ولست هنا أدافع عن جهة ما إنما أتحدث بما أراه منطقيا، فالتجربة أبانت أن من يتعرض منا لموقف خاص من شخص ما (مهما كان) فإن ذلك الموقف يؤثر على حكمه فيطلق أحكاما عامة على الجميع من تلك الفئة فقط لأن هناك واحدا منهم كان في غير المستوى وعرضنا لموقف خاص لا ينسى..
أحيانا يعترضنا في حياتنا موقف معين يجعلنا نفقد الثقة في كل الناس ونحكم عليهم على السواء بالخيانة وما إلى ذلك فقط لأن شخصا كنا نراه في مرتبة لكنه خرب كل تلك الصورة فقادتنا الصدمة إلى الحكم على الجميع الحكم نفسه الذي حكمنا به عليه، وهذا خطأ برأيي.. فأنا شخصيا أقول بأنه حتى لو تعرضنا للخيانة من 99 في المئة من الناس فإنه دائما هناك احتمال 1 في المئة ألا يكون الشخص خائنا، وقد قلت هذا الكلام على سبيل التوضيح فقط، لأنني أحسست أن ذلك الموقف أثر عليك فجعل أسئلتك تقدم أحكاما عامة وهنا اسمحيلي أن أقتبس أسئلتك لتنظيم الرد:
اقتباس:
لم تحول الاستاذ (ة) من مربي اجيال الى مروض مصالح وشهوات؟؟
وما مصير الطالب الذي يريد بناء حلمه بعرق جبينه ويصدم بمطالب أخرى خارج نطاق التعليم؟؟
هل ينسحب من تلك المعركة ويستسلم مقابل الحفاظ على ماء الوجه والاخلاق التي رُبيّ عليها؟؟ أم يتابع ويواجه تلك الصعوبات ولا يستسلم مقابل رسوبه مرارا وتكرارا في تلك المادة ولايحصد غير ضياع السنوات والوقت؟؟
أين الضمائر التي باتت تنام في سبات عميق بينما هناك مظالم يجب أن ترد؟؟
لو لاحظت معي للاحظت ذلك التعيميم الذي تحدثت لك عنه، وهو ما أختلف فيه معك مبدئيا، ولذلك لا يمكنني القول بأن كل الأساتذة الجامعيين هم أمثال ذلك الأستاذ، بل هناك الأساتذة المقتدرين، ومهما كانت الاستثناءاات وتعددت فإن القاعدة تضل قاعدة ولو قلت نسبتها..
لو أردنا تحليل تصرف هذا الأستاذ الذي فعل ما فعل لوجدنا أن هناك خلل من نوع ما مرسوما في مسيرة حياته، وهو ما جعله يتصرف ذلك التصرف، ثم إنني أحيانا أتساءل من رؤيتي لمدرسين يدرسون هم ليسوا أهلا للتدريس فأقول: ترى كيف مر هؤلاء حتى سمح لهم بتدريس جيل لهم تأثير كبير عليه؟؟
لذلك قلت لك أختي عبير أن المشكل معقد وأكبر مما نتصور، فالمشكل بدأ من الأساس لينتشر ويتعمم..
المسألة تحتاج إلى تغيبر كبير ومجهود جبار من الجميع، حتى يأخد كل ذي حقه، ونجد الأستاذ أستاذا بحق والتلميذ تلميذا بحق، فتتضح الصورة وتتسحن الوضعية..
أسئلتك أختي عبير هي أقرب للاستنكارية، فغالبها يشمل الجواب في ظل الوضعية التي طرح فيها الموضوع، ولكنني شخصيا دوما أحب أن نرى الجانب المملوء من الكأس، ونعتقد أنه لازال هناك أناس يخدمون بإخلاص وجد، وهم منهم الأساتذة وغيرهم كل من موقعه، فلا نفقد الأمل أبدا..
ربما لم يكن لدي الكثير لأقوله، وأرجو أن يكون ردي قد أضاف جديدا للموضوع الذي أجدد شكري لك عليه، وبالناسبة فقد قمت بتثبيته حتى يأخد نصيبا أكبر من الاهتمام الذي نرجوه..
مني لك أرق تحية..