عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2012, 13:42   #2
معلومات العضو
المهدي عبيد
نجم الأمل
الصورة الرمزية المهدي عبيد







المهدي عبيد غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي الفصل الاول

كنا صغارا عندما التقينا لأول مرة، عند نجاحنا في مناظرة السيزيام"، وهي مناظرة تجرى في نهاية السنة سادسة ابتدائي وتخول للناجح فيها الالتحاق بالتعليم الثانوي، التقينا بالمعهد الثانوي، تعارفنا وتحاببنا حبا طفوليا جميلا، كان طفلا عاديا جدا، لا يميزه شيء مهما كان نوعه، ليس ذكيا ولكنه ليس غبيا أيضا، تواصلت رحلة الدراسة الثانوية وصولا "للباكالوريا" أو الثانوية العامة كما يطلق عليها في المشرق، نجحنا في هذه الباكالوريا, ورسب أيوب، أعاد السنة ورسب كذلك، اعاد الكرة للمرة الثالثة ورسب، الرابعة ورسب، لم يتزعزع ابدا ولم يحبط والاحباط سهل في هذا العمر، وأربع سنوات في نفس المستوى ليست مدة قصيرة على الإطلاق، اعاد الخامسة ولكنه لم يفلح في النجاح، ودخل العام السادس ودرس واجتهد ولكن لم ينجح، طيلة هذه السنوات كان يدرس بشكل يومي عادي وبكل نشاط وكانه يدرس لأول مرة، كان يثير حيرة الجميع واستغراب الجميع وتشجيع الاقلية واستهزاء الاغلبية سواء من زملاء الدراسة او من ابناء قريته او ضمن اسرته ايضا، تعرض لمواقف محرجة كثيرة لا يوجد الكثير من الأشخاص ممن يتحملها، ابسطها ان تلميذا أصغر منه وصل للجامعة وتخرج منها استاذا، وعين في المدرسة وجاء ليدرس أيوب، كان الأستاذ محرجا جدا وأيوب يرفع عنه الحرج، كان برنامج الدراسة مطبوعا بدماغه، ورغم ذلك لم ينجح، اتذكر انني كنت التقيه وقتها واقول له: يا صديقي غير مسارك، غير طريقك، فيأبى و يقول لي: هذا تحدي، وأنا صممت على مواصلته، لو هزمتني الباكالوريا فسوف ابقى معقدا ما حييت، ودخل العام السابع بنفس العزيمة التي لا تكل ولا تعرف الملل، وباصرار غريب هذه المرة، وقتها كنا نحن غادرنا الجامعة كل لطريقه ودخلنا معترك الحياة الطبيعية من عمل وزواج وخلافه، كان بامكان أيوب التسجيل كتلميذ حر اي لا يلزم الا بحضور الامتحان النهائي، ولكن لم يفعلها طيلة السبع سنوات، بقي مواظبا بشكل غريب على الدرس الذي حفظه عن ظهر قلب، كانت المفاجأة للجميع ان أيوب نجح في الباكالوريا، بعد 14 محاولة لتجاوز هذا الجبل الذي عطله لسبع سنوات، كانت الثانوية العامة دورة رئيسية ومن لم ينجح فيها ويكون قريبا من المعدل يؤجل لدورة تدارك، وأيوب حافظ على الرقم القياسي في هذا الأمر لأنه يؤجل كل سنة وهكذا لمدة 7 سنوات و14 دورة يخوضها، كان تحديا غريبا لنوع من المستحيل المختلف لم نقابله من قبل، وتحداه أيوب ونجح فيه، ولكن التحدي لم ينته هنا، فتجاوز هذا المستحيل خلق تحديات كبيرة أخرى صمم أيوب على تجاوزها، واولها كان في نطاق مستقبله الدراسي ككل ...
ما هو هذا التحدي الجديد؟ ولماذا أصف تحديه بخطوة في تحدي المستحيل؟،
لمعرفة ذلك تابعوني في الفصل الثاني من قصتي الاخيرة الواقعية في تحدي المستحيل

الفصل الثاني





آخر تعديل كان بواسطة المهدي عبيد بتاريخ 07-03-2012 على الساعة: 13:56.