منتديات الأمل

منتديات الأمل (http://www.alamalnet.com/vb/index.php)
-   قسم الحوار الهادف (http://www.alamalnet.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الثورة... هل هى حل لمشاكل الفساد السياسي ؟ (http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?t=13417)

رانيا على 23-10-2010 05:03

الثورة... هل هى حل لمشاكل الفساد السياسي ؟
 
قبل الدخول إلى تفاصيل هذا النقاش البسيط يجب أن نعلم أن أنظمة الحكم في العالم العربي تنقسم إلى شكلين رئيسيين ، وهما " الجمهورية " كما في الجزائر والسودان والصومال واليمن ولبنان وليبيا ومصر وغيرهم ، و " الملكية الدستورية " كما في الأردن والإمارات والبحرين والسعودية والمغرب وتونس وعمان وقطر وغيرهم ، وللعلم أن هذان النظامان شكليين أي لا يملكان مضمونهما بالمرة ولا يطبقان الديمقراطية التي من المفترض أن تكون سبيلهما في الإستمرار والتطور ، بمعنى أن الحكم لدينا هو نظام شكلي دون جوهر حقيقي . اخواني وأخواتي الأعزاء يرى الكثير منا أن الحل المؤكد للكثير من معالم الفساد والظلم السياسي الواقع علينا نحن الشعوب التي تملك الرأي دون القرار يتمثل في الثورة على النظام السائد لتغييره ، لذا نحن هنا اليوم لمناقشة فوائد الثورة ومدى إمكانيتها تعديل الأنظمة المعطوبة والإلتحاق بموكب الدول المتقدمة سياسياً وإقتصادياً ، ولا نملك إلا دراسة ما سبق من ثورات لنفيد مما نتج عنها ونتقي شرور سوء تطبيقها . الثورة تعني الإنقلاب ضد نظامٍ معين يسوده الظلم من وجهة نظر الثوار وتقوم في وقت محدد ولتحقيق أهداف محددة سلفاً ، وتتنوع الثورات بتنوع الأهداف المرجوة منها ، فهناك الثورة السياسية وتتمثل في إنقلاب عسكري يهدف لتغيير نظام الحكم بصفة نهائية أو تعديله ، والثورة الإقتصادية والتي تقوم ضد أنظمة إقتصادية فاشلة تقود المجتمع إلى هوة التخلف والرجعية الإقتصادية مقارنة ببقية المجتمعات المتقدمة في هذا المجال ، والثورة الإجتماعية والتي تحارب سلوكيات فاسدة تغلغلت في نسيج المجتمع نسبة لمجون الكبار ، وإذا كان الحل هو الثورة على أنظمتنا العربية فسوف تكون تلك الثورة ثلاثية الأبعاد ( أي سياسية إقتصادية إجتماعية ) . سوف أتعرض في تحليلي إلى أمثلة قليلة مما ساقه لنا التاريخ ولكن دون استرسال لئلا ينقلب الهدف من المقالة فتصبح عبارة عن محاضرة في التاريخ :
1 - الثورة الفرنسية ( 1789 - 1799 ) :
لقد كانت تتميز تلك الفترة من تاريخ فرنسا بالظلم المتفاقم الواقع على الطبقة الكادحة من الشعب والتي كانت تتمثل في الفلاحين ، وقد كانت تلك الطبقة هى أدنى طبقات الشعب آنذاك يتمتع بدخلها طرفان هما الإقطاعيون الأرستقراطيون ( أي النبلاء ) والإكليروس ( أي رجال الدين ) ، وكلمة إكليروس تعرف على أنها الرتب الكهنوتية في الكنيسة الكاثوليكية ، وكان نظام الحكم يعتمد على الملكية المطلقة والمتمثلة في " لويس السادس عشر " ، أي أن الفلاحين كانوا يُنهبون من الطرفين ، وقد كانت هناك ثورات فكرية سابقة للثورة العسكرية وتمثلت تلك الثورات في كتابات كلٍ من " مونتسيكيو " و " فولتير " و " جان جاك روسو " ، وهنا يجب أن نعلم جيداً أن أية ثورة - سياسية أم غير سياسية - تسبقها ثورةٌ فكريةٌ على النظام الفاسد في أي مجتمع ، ولقد تمثلت نتائج الثورة في النواحي التالية :
1 - الناحية السياسية : تم إلغاء الأوتوقراطية ( حكومة رجال الدين ) وتحقيق نذر يسير من المساواة .
2 - الناحية الإقتصادية : إلغاء نظام ضريبة العُشر - وهذا النظام طبقاً لنصوصهم المقدسة ينص على تخصيص 10 % من الدخل للكنيسة - والذي كان يصل إلى 50 % من دخول الفلاحين ، وتحرير النظام الإقتصادي من السلطة التعسفية التي كانت مفروضة عليه من قبل الملك .
3 - الناحية الإجتماعية : إلغاء سلطة الطبقة الأرستقراطية والإكليروس وذلك بمصادرة أملاكهم وأملاك الكنيسة .
لكننا عند النظر إلى تلك الثورة نرى أنها لم تحقق أهم مبادئها ألا وهو تغيير نظام الحكم الظالم ، فقد مرت فرنسا بثلاث أنظمة لحكومات مختلفة للثورة ، وقد كان الحكم الجمهوري أقلهم عمراً حيث دام لسنتين فقط من عشر سنوات هى إجمالي عمر الثورة ، كما أنهم بعد القضاء على الملكية المطلقة انتهى المطاف بهم إلى الدكتاتورية على يد " نابليون بونابرت " في يوليو 1794 .
2 - الثورة البلشفية ( أكتوبر 1917 ) :
لن أتكلم عن تلك الثورة الدموية وذلك لقناعة مني بأن الإشتراكية والتي أرادوا أن يطبقونها وفقاً لأفكار " كارل ماركس " لم تكن تلك التي طُبقت في الواقع العملي ولقد أراد البلاشفة بقيادة " فلاديمير لينين " الثورة على الأوضاع المالية المتردية لروسيا آنذاك وذلك بسبب ملكية قيصر لوسائل الإنتاج وإستهلاك نسبة كبيرة جداً من الدخل القومي في الحرب العالمية الأولى ، وقد كانت الثورة تهدف إلى المساواة في توزيع الدخل القومي وذلك يتحقق بسيادة الشعب على وسائل الإنتاج ، وقد قاموا بمذبحة دموية إلى أبعد الحدود حيث أعدموا قيصر وعائلته بلا إستثناء رمياً بالرصاص . للمزيد عن تلك الثورة سأذكر بعض المراجع أسفل المقال يمكنكم الرجوع إليها .
3 - ثورة 23 يوليو 1952 المصرية :
قامت تلك الثورة على أيدي من أُطلق عليهم الضباط الأحرار ، وأشهرهم اللواء أركان حرب " محمد نجيب " وجمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ، والحق يقال أن ثورة يوليو قد حققت أغلب أهدافها بنجاح وقتذاك ولكنها أغفلت أهم الأهداف وهو الديمقراطية ، وإن كانت قد طُبقت ولكن في شكلٍ صوريٍ فقط ، ومن منظوري الخاص قد يستحق أولئك الضباط لقب الأحرار لتحريرهم أنفسهم ووطنهم من عبوديّة الإستعمار ولكن الإستعمار تحول على أيديهم وبفضلهم من أجنبي إلى مصري ، لذا فهم ليسوا أحراراً بالمرة ، وقد حددوا أهدافاً ستةً لثورتهم كالتالي :
1 - القضاء على الإقطاع ، وذلك بقانون الإصلاح الزراعي .
2 - القضاء على الإستعمار البريطاني لمصر .
3 - إقامة جيش قوي قادر على حماية الوطن والممتلكات العامة .
4 - إرساء مفاهيم العدالة الإجتماعية .
5 - القضاء على الإحتكار .
6 - إقامة العدالة الديمقراطية .
والحق أنهم قاموا بالقضاء على الإقطاع وتوزيع أملاك الدولة والتي تجزأت من 200 فدان للفرد ( سابقاً ) إلى 50 فدان للفرد ، وأيضاً تم القضاء على الإستعمار وذلك بمقتضى إتفاقية الجلاء في أكتوبر 1954 والذي تم خلال 20 شهر ، ولكن - وأقولها بكل أسف وأسى - لم تنعم مصر بأي شكل من أشكال الديمقراطية منذ أن تحولت إلى جمهورية في يونية 1953 وحتى الآن ، وتكفي دليلاً المعتقلات التي أُنشئت على يد السادات لتعذيب ذوي الرأي النافع لبلدهم وشعبهم ، وأيضاً الحرية الإنتخابية الغائبة والتي نستدل على غيابها من خلال فترة حكم دامت منذ 14 أكتوبر 1981 حتى الآن - ياللعجب - ألسنا نعيش الملكية بعد؟! ، والأمثلة على أوجه الظلم كثيرة جداً بحيث لن أستطيع إحصائها ولو كتبت مليون كتاب .
أخيراً أود القول بأننا لو أردنا دراسة الثورات ضد الظلم والفساد فسنجد الاف مؤلفة منها في كل العصور ، ولكن هل الثورة هى الحل ؟ أرى شخصياً من الأمثلة التي سقتها إليكم أن الثورة لم تنجح في تحقيق العدالة والحرية ، وهذا يرجع - في إعتقادي - إلى الجشع والنهم الذي يسود الحكومات بمختلف أشكالها ، ففرنسا بعد ثورتها تحولت إلى دكتاتورية وروسيا تفككت وتدهور إقتصادها وما زال ومصر تعتريها موجات من التذبذب الإقتصادي وعدم السيطرة على الفساد والحد من أعراضه والتي باتت تنصب على عواتق الطبقة الفقيرة من الشعب ، ولا أرى أي بوادر للإصلاح حيث ما زال تضخم الأسعار في إرتفاعه وتدني المرتبات والبطالة المتفشية بين شباب وفتيات الوطن ، وما هو العمل التي تقوم به الحكومة الديمقراطية ؟ لا شئ بإستثناء السلب والنهب . لكن الحل يكمن في تغيير جذري لفكر سائد على شعب بأكمله ، فالشعوب العربية لا تستطيع حكم أنفسها كما تنص الديمقراطية وذلك لغياب الوعي بماهية حقوقهم وإلتزاماتهم نحو أوطانهم . لذا أطالب بتغيير الفكر الجاهل الرجعي ولكنني لا أرى سبيلاً لتحقيق ذلك .
المراجع :
1 - مصر والإستعمار . أ.د / حسن سيد الجبالي .
2 - دراسات في تاريخ روسيا . د / محمد أبوبكر عطا .
3 - مفهوم الثورة عبر التاريخ . د / إبراهيم السعدني محمد .
4 - رأس المال . كارل ماركس ، وقد تمت ترجمته للعربية بواسطة دار التقدم بموسكو عام 1985 .

رانيا على 16-06-2012 22:17

نتاج الثورة المصرية يتمثل اليوم في أحد اختيارين ، الأول تسليم الدولة لأيدي الفريق أحمد شفيق ، والذي بدوره يعد مجرد إعادة لسيناريو الحزب الوطني الذي ما زلنا نعاني من توابع حكمه ، والثاني وهو الإختيار الأمثل لبعض الجهال من الشعب هو الدكتور محمد مرسي ، والذي - في نظري - لا يفقه ما يقوم به الآن لذا لا يصلح بالمرة لرئاسة الدولة حيث أنه بذلك سيقودنا إلى هوةٍ عميقةٍ ما لها من مستقرٍ . لذا وكما ذكرت سابقاً لا تعد الثورة الدموية علاجاً لما نعانيه من أمراض إجتماعيةٍ وإقتصاديةٍ متوطنة ، فهى اخوتي قد تساعد على تغيير نظامٍ حاكمٍ كما حدث ولكن لا تستطيع تغيير شعبٍ .

عبد الهادي اطويل 17-06-2012 22:22

لكن أختي رانيا، ألا يتغير الشعب أيضا حينما يتغير نظام حاكم ظالم بآخر ديمقراطي؟ لنا في التاريخ كل العبر، وفي كل تلك الثورات التي أسردتها في موضوعك، هل ترينهم وصلوا لما وصلوا إليه من دون دفع ثمن؟
أرى أن ما يحصل في مثل لا يختلف أبدا عما حصل ويحصل على مر التاريخ. إنها سنة الحياة، ولابد لكل شيء من ثمن.. ما تتحدثين عنه وتريدينه أمر جميل جدا، لكنني أراه أمرا ممكنا فقط في عالم مثالي كامل أو يكاد، وهو ما يعتبر أمرا مستحيلا..
لست أدري هل يذكر لنا التاريخ شعوبا ثارت من دون أن تدفع أي ثمن أو تضحيات؟ لكنني أراه أمرا غير ممكن، فحينما يكون هناك نظام حاكم ظالم، فهو بالضرورة لن يقبل النزوح، وبالتالي ستكون هناك مواجهات، مما يعني أنه ستكون هناك تضحيات، وهي أمور عادية كفترة انتقالية، لذلك أرى من التسرع الحكم على ثورة مصر بالفشل الآن، لأن عمر الشعور يقاس بسنين عديدة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قياسه بأعمارنا نحن البشر.. ثورة مصر قد يجني ثمارها أجيال لما تأت بعد، ثمار غرست بذورها الأجيال الحالية، وستفخر بذلك..
إن شاء الله ستمضي مصر إلى الديمقراطية ولو بعد حين.. وذلك كل الشعوب التي رفضت الذل وثارت.. الشعوب الواعية هي نتاج حكومات واعية تحب الخير لشعوبها، أما الحكومات الظالمة فلا ترسخ في شعوبها غير الجهل والخنوع ما استطاعت، إلى أن يأتي يوم ويحصل الانفجار ويثور الشعب، وهكذا هي العجلة تدور...
شكرا لك أختي رانيا على نقاشاتك الهادفة القيمة..

الحسين العمراوي 05-07-2012 15:29

الثورة؟؟؟؟
الثورة الحقيقية هي التي تتأسس على ثورة العلم و المعرفة،،،ليست اسقاط الانظمة السياسية و بعده ينتهي الامر،،،نعم للثورة اذا كانت تأتي بجيل جديد حامل لافكار جديدة و مفيدة للجميع،،،أما أن تأتي الثورة بنظام سياسي جديد فهذا بالنسبة لي لا يصلح لأن السياسة كما قال مونتيسكيو"السياسة مكر و خداع"،،،هذا من جانب،،و من جانب أخر عن أية ديموقراطية يتحدث الجميع؟؟؟


الساعة الآن 10:06