المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام والموسيقى


عبد الحفيظ اطويل
30-01-2007, 10:41
الإسلام والموسيقى
بعد ظهور الإسلام انتقلت الموسيقى إلى مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها كل الاختلاف. وأهم المدن العربية التي انطلقت منها الحضارة الإسلامية الأولى هي مكة حيث ولد الرسول عليه الصلاة والسلام، والحجاز حيث تفجرت ينابيع الدين الحنيف ناشرة مبادئ الخير والأخلاق والحب والسلام في بروع العالم أجمع.
إن من أعظم المسائل المحيرة في الإسلام موقفه من الموسيقى وقد تناقش الفقهاء والعلماء قرونا حول نظرة الإسلام إلى الموسيقى، فمنهم من دلل على أن الإسلام حرمها ومنهم من أثبت بالحجة والقول والبرهان أن الإسلام شرعها وحلل ممارستها. ولا يسمح المقام هنا بذكر الأسامي والحجج التي اعتمد عليها كل فريق لإثبات الرأي الذي ذهب إليه. لكن من المسلم به هو عدم وجود أية كلمة كراهية مباشرة للموسيقى في القرآن الكريم. لذلك فإن معظم الحجج والبراهين في تحليل الموسيقى أو تحريمها استند إلى الحديث. وتطلق كلمة الحديث على أقوال محمد عليه الصلاة والسلام وأخباره التي حازت قوة القانون وبعض نفوذ الوحي، واعتبرت بالدرجة الثانية بعد القرآن. ويميز الحديث المقبول والمعمول به، من الحديث الذي به بعض الصدق ومن الحديث المنكر، بأحكام استنبطها الفقهاء والمسلمون ولا يمكن أن نتناولها هنا. وهناك أحاديث تتعلق بمشكلة السماع، فمن الأحاديث التي تحرمه:
روت عائشة زوج النبي محمد عليه الصلاة والسلام قالت: "إن الله حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها"، ويقول الغزالي: "إن هذا الحديث يشير إلى قيان الحانات وحدهن"، وروى بن جابر عبد الله: أن النبي قال: "كان إبليس أو من ناح وأول من تغنى". وينسبون أيضا إلى محمد عليه السلام أنه قال: "الغناء ينبت في القلب النفاق كما ينبت الماء البقل" على حين ينسب الآخرون هذا القول لابن مسعود.
ويروي صحيح الترمذي المتوفي عام892م أن النبي عليه الصلاة والسلام لعن الغناء والمغنين، وإن كان يشك في صحة هذا الحديث. ويقال في حديث آخر أن القيان والمعازف من علامات نهاية العالم. ويصرح بأن الآلات الموسيقية من أكبر الوسائل التي يغوي بها الشيطان الرجال تأثيرا. فالآلة الموسيقية هي مؤذن الشيطان يدعو لعبادته. أما الأحاديث التي تبيح الغناء فتعادل الأحاديث السابقة بالصحة وإن لم تعادله في الكثرة. فهناك روايان نسبا إلى محمد عليه السلام الأقوال التالية: "ما بعث الله نبيا إلا حسن الصوت. والله أشد أذنا للرجل الحسن الصوت من صاحب القينة لقينته". وعن ابن مالك المتوفي عام 715م: "أن محمداً عليه الصلاة والسلام كان يحدى له في السفر" ويعترف الغزالي بأن الحداء لم يزل وراء الجمال من عادة العرب في زمان رسول الله وزمان الصحابة، وما هو إلا أشعار تؤدى بأصوات طيبة وألحان موزونة.
وأما القيان اللواتي حرمهن حديث سابق فيبدو أنه يوجد دليل قوي قاطع على إباحة النبي لهن. روى عن عائشة حديثان مهمان في هذا الصدد، يقول أولهما: إن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي عليه السلام متغشى بثوبه فأنهرهما أبو بكر فكشف النبي عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد. ويقول الثاني: كانت جارية تغني عندي (المتحدث عائشة) فاستأذن عمر فلما سمعته الجارية هربت فدخل النبي عليه الصلاة والسلام يبتسم، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله كأنه يسأله عن سبب ضحكه فقال: كانت جارية تغني فلما سمعت خطواتك هربت. فقال عمر: لن أرحل حتى أسمح ما سمع رسول الله. فاستدعى الرسول الجارية فأخذت تغني وهو يسمعها.
وورد حديث على أن محمدا عليه الصلاة والسلام أباح الموسيقى آليا فقد قال:
أحيِ الزواج واضرب الغربال. وقد أحيا زواجه من خديجة بالموسيقى وكذلك زواج فاطمة، هذا وإننا لا نستطيع أن نعطي رأيا واحدا عن نظرية الإسلام في الموسيقى. لكن الأمر الذي لا شك فيه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام شغل بنشر الدعوة الإسلامية هو وصحبه من الخلفاء الراشدين، لذا لم يتوفر ذلك الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي الذي لا بد منه حتى يزدهر أي فن من الفنون.. والأمر الثاني هو أن الإسلام في أول ظهوره وجد الغناء بالصورة التي أوردناها قبل ذلك حيث تمارسه القيان، وكان يؤدى في مجالس اللهو والشراب حيث العبث والضياع والمجون، لذا لم يكن من السهل على الدين الجديد أن ينظر نظرة اطمئنان إلى الغناء العربي بالصورة الماجنة التي كانت عليها. وحتى الغناء الديني الذي كان منتشرا بين عرب الجاهلية اعتبره الإسلام نوعا من الإلحاد وسبيلا للرجوع إلى عبادة الأوثان. إلا أن العربي موسيقي بطبعه، فالأنغام الموسيقية تسري في دمائه وتمتزج بها امتزاجا أصيلا.
لذا انتقلت الموسيقى خلال هذه الفترة إلى مرحلة جديدة حيث تأثرت إلى حد كبير بالتعاليم الجديدة التي جاء بها الإسلام. وربما كان أداء الآذان، للدعوة والصلاة، بطريقة هي أقرب إلى الغناء منها إلى الإلقاء، هو مظهر بارز من مظاهر هذا الانتقال.
لا شك أن الإسلام أحدث تغييرا جذريا في طبيعة الغناء الذي كان يمارس طول العصر الجاهلي ومن ذلك تحريم غناء القيان. وفي المدينة المنورة حدث اختلاط بين العرب وأسراهم من الفرس فتأثر هؤلاء بأولئك وبدأت صناعة الغناء تنتقل إلى الذكور من العرب أمثال طويس، أول من اشتهر من المغنين الذكور. لذا فإن التأثير الفارسي في الموسيقى العربية بدأ خلال هذه المرحلة.
أما بالنسبة للآلات الموسيقية التي استعملت في صدر الإسلام فإنها لم تختلف عن الآلات السابقة التي استعملت في العصر الجاهلي.
المصدر: موقع الموسيقى عبر التاريخ (http://www.yabeyrouth.com/pages/index882.htm)
ملاحظة: هذا المقال تم نقله من أجل النقاش الجاد.

عبد الهادي اطويل
30-01-2007, 14:03
في الحقيقة أهنؤك أخي العزيز حفيظ لاختيارك هذا الموضوع بالضبط للنقاش، ولقد كان هذا الأمر يحيرني، ومن نفسي أنا من محبي الاستماع للموسيقى خصوصا الصامتة او تلك الأغاني والأناسيد التي لا تغري بل تروح عن النفس وفي الغالب أتيه معها في رحلة النفس متأملا في أمور قد لا أتامل فيها مع غير الموسيقى.. في نقاشي هذا لن أدافع عن طبعي، لكن تعودت على المنطق وأؤمن بان الإسلام لا يمكن أن يحرم إلا ما فيه ضرر، وانا شخصيا أكره التطرف في كل الأشياء، على اعتبار ان ديننا وسط، وطبعا لن يشاد الدين أحد إلا غلبه..
عند قراءة للموضوع لم تكن معي أدلة شرعية على تحليل أو تحريم الموسيقى والغناء، وإنما أسمعها لأنني أعلم بان الأعمال بالنيات، فأنا لم أسمعها قط لإثارة غريزة في، بل أسمعها كما أسلفت..
خلوي من الدلائل الشرعية، واعتمادي على الأمور المنطقية في الإسلام، دفعني لكي أبحث في هذا الأمر لأرى إلى أي حد يتفق منطقي مع ديننا الحنيف وكان أملي كبير ألا أكون قد كنت آثما..
المهم، تهت في عالم النت أبحث عن حكم الموسيقى في الإسلام، فاحترت لكوني وجدت إما من يحرمها قطعا، بل هناك من حرم كل موسيقى بأنواعها حتى تلك المصاحبة للأناشيد وجعل أصحابها آثمين!! وهناك من أباحها وكلا الفريقين له أدلته الشرعية، وهنا تساءلت: أين هو الحق إذن؟؟
استمرت رحلة بحثي إلى أن هداني الله إلى موقع الشيخ القرضاوي (ولم أكن أبدا منحازا له أو لأي شيخ آخر إنما أتبع العقل دوما)، ولا اخفي عليكم أنني ارتحت ليس للحكم الذي أورده، بل للطريقة التي يناقش بها الأمور فهي تدخل كل عقل سليم..(آمل أن تقرأؤوا ردي كاملا للفائدة)
يقول الشيخ القرضاوي:
ما حكم الإسلام في الغناء والموسيقى ؟
سؤال يتردد على ألسنة كثيرين في مجالات مختلفة و أحيان شتى .
سؤال اختلاف جمهور المسلمين اليوم في الإجابة عليه ، و اختلاف سلوكهم تبعاً لاختلاف أجوبتهم ، فمنهم من يفتح أذنية لكل نوع من أنواع الغناء ، و لكل لون من ألوان الموسيقي مدعياً أن ذلك حلال طيب من طيبات الحياة أباح الله لعباده .
و منهم من يغلق الراديو أو يغلق أذنية عند سماع أية أغنية قائلاً : إن الغناء مزمار الشيطان ، و لهو الحديث و يصد عن ذكر الله و عن الصلاة‌ و خاصة‌ إذا كان المغني امرأة ، فالمرأة – عندهم – صوتها عورة بغير الغناء ، فكيف بالغناء ؟ و يستدلون لذلك بآيات و أحاديث و أقوال .
و من هؤلاء من يرفض أي نوع من أنواع الموسيقى ، حتى المصاحبة لمقدمات نشرات الأخبار .
ووقف فرين ثالث متردداً بين الفريقين ؛ ينحاز إلى هؤلاء تارة ،‌ وإلى أولئك طوراً ، ينتظر القول الفصل والجواب الشافي من علماء الإسلام في هذا الموضوع الخطير ، الذي يتعلق بعواطف الناس و حياتهم اليومية ، و خصوصاً بعد أن دخلت الإذاعة – المسموعة والمرئية – على الناس بيوتهم ، بجدها و هزلها ، و جذبت إليها أسماعهم بأغانيها و موسيقاها طوعاً و كرهاً .
طبعا أحسست بأنه يوجه الكلام إلي شخصيا حينما ذكر الفئة التي بقيت حائرة، كما ارتحت لطريقته كما قلت لكم لأن التسلسل الذي يتبعه معتدل ومنطقي..
وبعد كلام قصير وكمقدمة يواصل القرضاوي قائلا:
و لأهمية الموضوع نرى لزاماً علينا أن نفصل فيه بعض التفصيل ، و نلقي عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة ، حتى يتبين المسلم الحلال فيه من الحرام ، متبعاً للدليل الناصع ، لا مقلداً قول قائل ، و بذلك يكون على بينة من أمره ، و بصيرة من دينه .
إذن نحن ننتظر ما سيقوله شيخنا القرضاوي حول هذا الأمر، ولذلك يواصل قائلا (والكلام دائما للشيخ القرضاوي):
الأصل في الأشياء الإباحة
قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالى : (هوَ الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الُأَرُضِ جَمِيعَاَ) (البقرة (2) )، و لا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالى ، أو سنة رسوله ( صلي الله عليه و آله و سلم )، أو إجماع ثابت متيقن ، فإذا لم يرد نص ولا إجماع . أو ورد نص صريح غير صحيح ، أو صحيح غير صحيح ، بتحريم شيء من الأشياء ، لم يؤثر ذلك في حله ، و بقي في دائرة العفو الواسعة ، قال تعالى: ( وَقَدُ فَصَلَ لَكم مَا حَرَمَ عَلَيُكمُ إِلَا مَا اضُطرِرُتمُ إِلَيُهِ) (الأنعام (119)). و قال رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) : « ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، و ما حرم فهو حرام ، و ما سكت عنه فهو عفو ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم يكن لينسى شيئاً » ، و تلا : ( وَ مَا كَانَ رَبكَ نَسِيَاَ (رواه الحاكم عن أبي الدر داء و صححه ، و أخرجه البزّار – و الآية من سورة مريم(64) ) .
و قال : « إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، و سكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها » (أخرجه الدارقطني عن أبي ثعلبة الخشني ، و حسنه الحافظ أبو بكر ا لسمعا ني في أماليه ، والنووي في الأربعين .).
و إذ كانت هذه هي القاعدة ، فما هي النصوص و الأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء ، و ما موقف المجيزين منها ؟
وبعد ذلك ينتقل بنا الشيخ القرضاوي إلى الفريق الذي يحرم الموسيقى والغناء ليناقش الأدلة الشرعية التي يعتمدونها، وأغلب من حرم وحسب ما جاء به القرضاوي وأيضا حسب ما وجدت في العديد من الصفحات، هو قوله تعالى:"وَ مِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوِ الحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلِ الَلهِ بِغَيُرِ عِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا أولَيكَ لَهمُ عَذَاب مهِين" سورة لقمان الآية 6، وفي هذا الصدد يقول الشيخ القرضاوي بخصوص أدلة المحرمين للغناء بهذه الآية:
استدل المحرمون بما روي عن ابن مسعود و ابن عباس و بعض التابعين : أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالى : ( وَ مِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوِ الحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلِ الَلهِ بِغَيُرِ عِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا أولَيكَ لَهمُ عَذَاب مهِين) لقمان (6) ) ؛ و فسروا لهو الحديث بالغناء .
قال ابن حزم : « ولا حجة في هذا لوجوه:
أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم).
و الثاني: أنه قر خالف غير هم من الصاحبة و التابعين .
والثالث: أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها ؛ لأن فيها : ( وَ مِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي لَهُوَ الُحَدِيثِ لِيضِلَّ عَن سَبِيلَ اللَهِ بِغَيُرِ عِلُمِ وَ يَتَّخِذَهَا هزوًا ) ، و هذه صفة من فعلها كان كافراً بلا خلاف ، إذا اتخذ سبيل الله هزواً .
قال : « و لو أن امرءاً اشترى مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ، و يتخذه هزواً ، لكان كافراً ! فهذا هو الذي ذم الله تعالى ، و ما ذم قط – عز و جل – من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح نفسه ، لا ليضل عن سبيل الله تعالى . فبطل تعلقهم بفول هؤلاء ، و كذلك من اشتغل عامداً عن الصلاة بقراءة القرآن ،أو بقراءة السنن ، أو بحديث يتحدث به ، أو بغناء ، أو بغير ذلك ، فهو فساق عاص لله تعالى ، و من لم يضيع شيئاً من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن » (المحلى لابن حزم : 9/60 ).
ثم يناقش الشيخ القرضاوي المحرمين لاستدلالهم بقوله عز وجل: "وَ إِذَا سَمِعوُاُ اللَغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه وَقَالواُ لَنا أَعُمَالنَا وَلَكمُ أَعُمَالَكمُ سَلَم عَلَيُكمُ لَا نَبُتَغِي الُجَاهِلِيُنَ " سورة القصص، الآية 55، وكرد عليهم يقول القرضاوي:
و استدلوا(يعني المحرمين) بقوله تعالى في مدح المؤمنين: ( وَ إِذَا سَمِعواُ اللّغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه ) القصص(55) ، و الغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه .
و يجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو : سفه القول من السب والشتم و نحو ذلك ، و بقية الآية تنطق بذلك . قال تعالى : ( وَ إِذَا سَمِعوُاُ اللَغُوَ أَعُرَضواُ عَنُه وَقَالواُ لَنا أَعُمَالنَا وَلَكمُ أَعُمَالَكمُ سَلَم عَلَيُكمُ لَا نَبُتَغِي الُجَاهِلِيُنَ ) القصص (55) ، فهي شبيهة بقوله تعالى في وصف عباد الرحمن : ( وَ إِذَا خَاطَبَهم الُجَاهِلونَ قَالواُ سَلَمَا) الفرقان (63).
و لو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه تمدحه ،‌و ليس فيها ما يوجب ذلك.
و كلمة «اللغو » ككلمة « الباطل » تعني ما لا فائدة فيه ، و سماع ما لا فائدة فيه ليس محرماً ما لم يضيع حقاً ، أو يشغل عن واجب.
روي عن ابن جريج : أنه كان يرخص في السماع فقيل له : أيؤتى به يوم القيمة في جملة حسناتك أو سيئاتك ؟ فقال : لا في الحسنات و لا في السيئات ؛ لأنه شبيه باللغو ، قال تعالى : (لا يؤَخِذ كم اللَه بِالَلغُو ِفِي أَيُمَانَكمُ ) (البقرة : 225 ، المائدة : 89.).
ثم ينتقل لمناقشة الأحاديث التي استدل بها فريق المحرمين، وحتى لا أطيل عليكم إليكم الخلاصة حسب القرضاوي:
و الخلاصة
أن النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح ، أو صريح غير صحيح . و لم يسلم حديث واحد مرفوع إلى رسول الله ( صلي الله عليه وآل وسلم ) يصلح دليلاً للتحريم ، و كل أحاديثهم ضعفها جماعة من الظاهرية و المالكية و الحنابلة و الشافعية.
قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب « الأحكام » : لم يصح في التحريم شيء.
و كذا قال الغزالي و ابن النحوي في العمدة .
و قال ابن طاهر في كتابه في « السماع » : لم يصح منها حرف واحد .
و قال ابن حزم : « و لا يصح في هذا الباب شيء ، و كل ما فيه فموضوع . و والله لو أسند جمعية ، أو واحد منه فأكثر ، من طريق الثقات إلى رسول الله ( صلي الله عليه و آل و سلم ) ،‌ لما ترددنا في الأخذ به » (انظر « المحلى » : 9/59.).
ثم ينتقل الشيخ القرضاوي إلى مناقشة الفئة التي تجيز الغناء، وهذه المقدمة:
أدلة المجيزين للغناء
تلك هي أدلة المحرمين ، قد سقطت واحداً بعد الآخر ،‌ و لم يقف دليل منها على قدميه . و إذا انتفت أدلة التحريم بقي حكم الغناء على أصل الإباحة بلا شك ، و لو لم يكن معنا نص أو دليل واحد على ذلك غير سوط أدلة التحريم . فكيف و معنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة ، وروحه السمحة ، و قواعده العامة ، و مبادئه الكلية ؟
وفي مناقشته لأدلة المجيزين، يسردها حسب الترتيب التلي:
- أولا: من حيث النصوص.
- ثانيا: من حيث روح الإسلام وقواعده
ثم يتحدث ودائما في كتابه المعنون ب" الإسلام والفن" المنشور في موقعه، يتحدث عن القائلين بإجازة الغناء وعن قيود وشروط يجب مراعاتها وعن الغناء والطرب في واقع المسلمين، ثم يجيب عن السؤال: "لم شدد المتأخرون في أمر الغناء" قائلا:
يلاحظ أن المتأخرين من أهل الفقه أكثر تشديداً‌ في منع الغناء‌ - و خصوصاً مع الآلات – من الفقهاء المتقدمين . و ذلك لأسباب :
الأخذ بالأحوط لا الأيسر
1- إن المتقدمين كانوا أكثر أخذاً بالأيسر ، و المتأخرين أكثر أخذاً بالأحوط ، و الأحوط يعني : الأثقل و الأشد . و من تتبع الخط البياني للفقه و الفتوى منذ عهد الصحابة فمن بعدهم يجد ذلك واضحاً ، و الأمثلة عليه لا تحصر.
الاغترار بالأحاديث الضعيفة و الموضوعة :
2- إن كثيراً ك الفقهاء المتأخرين أرهبهم سيل الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، التي امتلأت بها الكتب ، و لم يكونوا من أهل تمحيص الروايات ، و تحقيق الأسانيد ، فراجت لديهم هذه الأحاديث ، و لا سيما مع شيوع القول بأن تعدد الطرق الضعيفة يقوي بعضها بعضاً‌.
ضغط الواقع الغنائي
2- ضغط الواقع الغنائي بما يلا بسه من انحراف و تجاوز ، كان له أثره في ترجيح المنع و التحريم . و هذا الواقع له صورتان أثرت كل واحدة منهما على جماعة من الفقهاء .
وحتى لا يظن البعض بأن الشيخ القرضاوي يحججه هذه يدافع عن ما نراه اليوم من أغاني المجون التي لا يقبل العقل ولا المنطق بأن تكون خلال فبالأحرى الدين، فإنه يتطرق لمختلف أنواع الغناء فيقول:
غناء المجون و الخلاعة
الصورة‌ الأولى : صورة « الغناء الماجن » الذي غدا جزءاً لا يتجزأ من حياة الطبقة المترفة ، التي غرقت في الملذات ، و أضاعت الصلوات ، و اتبعت الشهوات ، و اختلط فيها الغناء بملابسة الفجور ، و شرب الخمور ، و قول الزور ، و تلاعب الجواري الحسان المغنيات ( القيان ) بعقول الحضور ، كما شاع ذلك في حقب معروفة في العصر العباسي .
و كان سماع الغناء يقتضي شهود هذه المجالس بما فيها من خلاعة‌ ومجانة و فسوق عن أمر الله .
و من المؤسف أن البيئة الفنية – كما يمونها اليوم – لا زالت مشربة بهذه الروح ، ملوثة بهذا الوباء . و هذا ما يضطر كل عائد إلى الله ، من الفنانين و الفنانات – الذين أكرمهم الله بالهداية و التوبة – أن نسحب من ذلك الوسط ، ويفر بدينه بعيداً‌ عنه .
من كل ما سبق يتضح بان التشدد في تحريم الموسيقى أمر لا يسلم من خطأ، كما أن إباحة كل أنواعها أمر أكثر ضررا من تحريمها كلها، وإنما انا أرى والله الأعلم أن ديننا يسر، وإنما الأعمال بالنيات، ولا يمكنني أن أناقش هذا الأمر وأحيطه من مختلف جوانبه كما ناقشه الشيخ القرضاوي في كتابه "الإسلام والفن" المنشور في موقعه الذي استقيت لكم منه ما قرأتم، وكما قلت لكم منذ البداية فإنني والله لست من انصار أي شيخ من الشيوخ ولست بمتشدد، إنما أحب أن أعرف الأمور من أصحابها الذين يعتمدين ماصح من القرآن والسنة وأيضا ما يقوله المنطق السليم غير المتشدد..
آمل أن أكون قد وفقت في سرد هذه الأدلة بخصوص مسألة الموسيقى وموقف الإسلام منها، وهي كلها من موقع القرضاوي، وهذا هو رابط كتابه "الإسلام والفن" لمن أراد التعمق أكثر فهو يستحق القراءة:
على بركة الله (http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3805&version=1&template_id=74&parent_id=1)
ولعلكم لاحظتم بعض الأخطاء المطبعية فيما نقلت لأنني حرصت على أن أكون أمينا ما استطعت في نقلي، ويبقى العبرة بالمعنى، وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول: جازى الله الشيخ القرضاوي عنا كل خير، وأيضا جازى كل من اجتهد في هذا الأمر..
يثبت الموضوع لأهميته.
مني لكم أرق تحية.

عمر العياشي
30-01-2007, 15:27
بداية أشكر أخي حفيظ مراقب الأمل على الموضوع الدي تفضل بطرحه و أشكر أيضا أخي هادي على بحثه الجاد كمحاولة منه لاجابة عن الاشكالات التي يطرحها هدا الموضوع بكشف العلاقة بين الاسلام والموسيقى وحكمه فيها .
وكمساهمة مني فاني سأدلي ببعض الأدلة المجيزة للغناء والموسيقى الدي عمل على اعدادها الأخ إلياس بنعلي1 عضو منتديات الجزيرة توك وميز فيها من حيث النصوص ومن حيث روح الإسلام وقواعده
وهي كالتالي .
أولا: من حيث النصوص:

استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.

والمعول عليه هنا هو رد النبي -صلي الله عليه وسلم- علي أبي بكر -رضي الله عنه- وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل علي وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدي الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه.
وقد روي البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلي رجل من الأنصار فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!

وروي النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس.
وروي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلاً قدم المدينة بجوار فأتي عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلي ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم ! فأتي ابن عمر إلي عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعي في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة.

واستدلوا بقوله تعالي: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين). (الجمعة: 11).
فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما -بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحًا بها- عن خطبة النبي -صلي الله عليه وسلم-، وتركه قائمًا.
واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي.
واستدلوا لما نقله غير واحد من الإجماع علي إباحة السماع، كما سنذكره بعد.

وثانيا: من حيث روح الإسلام وقواعده:

لا شيء في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم ... إلخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال ؟
من المعروف أن الله تعالي كان قد حرم علي بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم علي سوء ما صنعوا، كما قال تعالي: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا. وأخذهم الربا وقد نهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (النساء: 160، 161). فلما بعث الله محمدًا –صلي الله عليه وسلم- جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم). (الأعراف: 157).

فلم يبق في الإسلام شيء طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالي: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). (المائدة: 4).
ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم علي نفسه أو علي غيره شيئًا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) (يونس: 59). وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردي صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعي علي من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين). (الأنعام: 140).

ولو تأملنا لوجدنا حب الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتي إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلي الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتي قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته علي الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرًا يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر -لقوة نشاطه في سماعه- المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فتري الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتي تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها) .

وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها ؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها.
ومصداق ذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحي ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلي الحبشة يلعبون في المسجد، حتي أكون أنا التي أسأمه -أي اللعب- فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة علي اللهو".
وإذا كان الغناء لهوا ولعبًا فليس اللهو واللعب حرامًا، فالإنسان لا صبر له علي الجد المطلق والصرامة الدائمة.

قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لحنظلة -حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم.
وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت.
وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق.
وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، وكذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وعن الصحابة.
وأي لهو يزيد علي لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. علي أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها علي الجد، فالمواظب علي التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد علي النشاط في سائر الأيام، والمواظب علي نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة علي العمل، اللهو معين علي الجد ولا يصبر علي الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو علي هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلي المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل علي نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلي الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غني عنه) انتهي كلام الغزالي (الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153)، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.

هده بعض الأدلة التي اوردها الأخ إلياس بنعلي1 و عموما فالموضـــــــوع مطاط وغير قابل للتحديد وهو موضع خلاف كل فريق يدافع عن وجهة نظره ويدلي بالأدلة التي تطعم موقفه سواء من الكتاب أو السنة أو أقوال الصالحين والعلماء
وللمزيد من الاطلاع عل هدا الموضوع من منتديات الجزيرة توك اليكم الرابط : على بركة الله (http://aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=14111&page=3)

طالب علم
30-01-2007, 19:24
بسم الله الرحمان الرحيم

قرأة موضوع الأخ حافظ حول حكم الغناء فما وجدت أن لا أتكلم في الموضوع و أثرك قول العلماء في مسألة الغناء من الكتاب و السنة حول تحريم الغناء و المعازف

لذا سوف أترككم مع بعض أقوال العلماء في هذه النازلة :
و قد تعمدت ان اترك لكم الرابط لكي يثم للإخوان ان يقرؤوا أو يسمعوا لأكثر من شيخ حول هذه النازلة .
و أقول للأخ هادي حول فتوى التي قالها القرضاوي حول مسألة الغناء فقد أخطأ فهذه الفتوى لأن الأئمة الأربع يحرمون الغناء تحريما قطعيا و الدكتور القرضاوي لم يعطي دليلا قطعيا حول فتواه بل إنه إعتمد على الرأي و الإجتهاد الشخصي في تأويل الأيات و الأحاديث و سوف إن شاء الله سوف تجد في هذه الروابط إن شاء الله ما ينير طريقك إلى الطريق الحق و طريق المستقيم إن شاء الله




ما حكم الأغاني هل هي حرام أم لا ؟
بتاريخ 21/09/05 05:37 PM
السؤالما حكم الأغاني هل هي حرام أم لا ؟ رغم أنني أسمعها بقصد التسلية فقط وما حكم العزف على الربابة والأغاني القديمة ؟ وهل القرع على الطبل في الزواج حرام بالرغم من أنني سمعت أنها حلال ولا أدري ؟
الجوابالجواب :
الاستماع إلى الأغاني حرام ومنكر ومن أسباب مرض القلوب وقسوتها وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة ، وقد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ)) بالغناء ، وكان عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء ، وإذا كان مع الغناء آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد ، وذكر بعض العلماء أن الغناء بآلة لهو محرم إجماعا ، فالواجب الحذر من ذلك ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف )) والحر هو الفرج الحرام يعني الزنا ، والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب ، وأوصيك وغيرك من النساء والرجال بالإكثار من قراءة القرآن ، ومن ذكر الله عز وجل ، كما أوصيك وغيرك بسماع إذاعة القرآن وبرنامج نور على الدرب ففيهما فوائد عظيمة وشغل شاغل عن سماع الأغاني وآلات الطرب.

أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما الطبل فلا يجوز ضربه في العرس بل يكتفى بالدف خاصة ، ولا يجوز استعمال مكبرات الصوت في إعلان النكاح وما يقال فيه من الأغاني المعتادة لما في ذلك من الفتنة العظيمة والعواقب الوخيمة وإيذاء المسلمين ، ولا يجوز أيضا إطالة الوقت في ذلك بل يكتفى بالوقت القليل الذي يحصل به إعلان النكاح ، لأن إطالة الوقت تفضي إلى إضاعة صلاة الفجر والنوم عن أدائها في وقتها وذلك من أكبر المحرمات ومن أعمال المنافقين .



المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز






حكم الغناء لشيخ ناصر الدين الالباني رحمه الله

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=313533

حكم الغناء في الإسلام للشيخ عبيد بن عبد الله الجابري

http://www.sahab.net/sahab/showthread.php?threadid=325536

رد سماحة الشيخ صاحب الفضيلة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلاماء و اللجنة الدائمة للإفتاء على الدكتور يوسف القرضاوي في مسألة الغناء و المعازف

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=309056


حكم الغناء و المعازف

http:www.alalbany.net/click/go.php?id=270

حكم الأناشيد

http:www.alalbany.net/click/go.php?id=148

اللهو المباح و اللهو الباطل

http:www.alalbany.net/click/go.php?id=145

و السلام .
و الله المستعان .

عبد الهادي اطويل
30-01-2007, 20:45
أخي العزيز الألباني، أولا أشكرك على ردك.. ثانيا اعلم أخي بأنني قد قرأت كل هذه الدلائل التي أعطيتني مشكورا، فانا في بحثي عن دليل قاطع شافي في هذا الأمر، مررت بكل تلك الروابط لشيوخ كلهم اجتهدوا في هذا الأمر جازاهم الله عنا كل خير، لكني توقفت عند الشيخ القرضاوي ليس لأنني من انصاره، لا وألف لا فأنا لم أكن يوما من أتباع احد غير الله ورسوله، ولكنني رأيت أن تمعن في أمر الموسيقى والإسلام بروية ومنطق، وأنا من طبعي أكره كل تشدد في الدين والمبادرة بتحريم الأمور هكذا من أول وهلة، فالاجتهاد مطلوب نعم، لكن لا ينبغي للمجتهد أن يتخذ مكان المشرع وهو الله والرسول ما لم يكن نص صريح بذلك..
أنت قلت أخي بأن القرضاوي (وأنا لا أدافع عنه والله)، قلت بأنه اجتهاد شخصي، ولكني أرى العكس، فلو لم يأت بالأحاديث الشرعية المقترنة بالمنطق لما وقفت على قوله أبدا، ثم إنني اعلم بأن الله عز وجل اعلم بنا وأدرك بفطرتنا، وهو عز وجل لم يكن لينزع منا امورا فطرنا عليها كحب الموسيقى مثلا، وأنا لا أقصد بالموسيقى تلك الموسيقى التي تروج هذه الأيام والتي لا أطيقها شخصيا لما فيها من مجون وإغراء، بل أتحدث عن الأناشيد والموسيقى الصامتة الهادفة التي نعلم أن حتى هناك مصحات تعالج المرضى بها فكيف يجعلها الله حراما؟؟
المبدأ أخي على الأقل بالنسبة لي واضح ومعقول، وهو ان كل شيء يلهي عن عبادة الله فهو حرام، ولكن الله لم يمنعنا من الترويح عن انفسنا بما احله لنا من الطيبات ما لم يلهينا عن عبادته، وإلا لأصبحنا جميعنا رهبانا..
قد قرأت في هذا الأمر الشيء الكثير، ويكفيني ما يحدث في منتديات الجزيرة توك من حرب وأحيانا قذف متناسين أن الخلاف لا يفسد في الود قضية، وناسين خلق الإسلام وهم يناقشون أمره!!
نحن هنا لا نريد أن نتعصب لشيء، أنا عن نفسي (وأعوذ بالله من قول أنا)، رأيت الأمر بروية ومنطق، فهناك فريق حرم الموسيقى جميعها ومنهم من يحرم حتى تلك التي ترافق الأناشيد، وفريق أحل كل موسيقى، لكنني وقفت في الوسط، فيجب أن نختار ما نسمع لأننا سنحاسب، القاعدة بسيطة ولكنها غاية في الأهمية: أن نجعل الله دوما نصب أعيننا إذا فعلنا أي شيء وليس عند سماعنا الموسيقى فقط، فنحن طبعا لا يرضينا ان نجلس نستمع لأغان لا معنى لها بإيقاعات وكلمات تثير الغرائز، ولكن في رأيي والله أعلم لا حرج ان نريح عن أنفسنا بين الفينة والأخرى بالاستماع لأناشيد أو معزوفات قصد نية الترويح، فكل الأعمال بالنيات كما تعلم..
عموما باب الاجتهاد مفتوح، وقدراتنا العقلية لم يجعلها الله سواسية بين كل البشر، فقد ترى ما لا أرى، وقد أرى ما لا ترى، المهم ان نناقش من غير تعصب، وألا نتحيز لا لفلان ولا لعلان، لأننا جميعنا بشر خلقنا رب العزة من طين فلا فضل لأحد على الآخر إلا بالعمل..
واقع الحال ان هذا الأمر شائك، ولكني أميل إلى الوسط، فكما للمحرمين دلائلهم، فإن للمجيزين دلائلهم، ولكني أرى ان التحريم أمر صعب لأنه من اختصاص الله جل في علاه ورسوله الكريم، والطائفتين تستدلان بنفس المرجع وهو القرآن والسنة على أمر واحد ولكن في الأخير يفضيان إلى نتيجتان متناقضتان تماما!! فماذا عسانا نقول؟ رفعت الأقلام وجفت الصحف؟
هدانا الله لما يحبه ويرضاه آمين..

طالب علم
31-01-2007, 18:03
بسم الله الرحمان الرحيم
حياك الله اخي هادي أولا أنا في اول الامر كنت من المنادين بأن المسقى ليست كلها حرام و كنت أقول أنا الموسقى الهادفة ليست حرام لكن عندما رجعت إلى قل إبن مسعود رضي الله عنه حول تفسيره للأية (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ)) بالغناء و يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء ، وإذا كان مع الغناء آلة لهو كالربابة والعود والكمان والطبل صار التحريم أشد .
ثانيا أنني وجدت ان الأئمة الربع حرمو الغناء بالإجماع و جل العلماء من أمثال شيخ الإسلام إبن تيمية و إين القيم الجوزية كلهم حرموا الغناء بالإجماع أما ما قاله القرضاوي و هو نفس ما قاله قبله إبن الحزم الاندلوسي في تحليل الغناء و أنهما لم يعتمدى كما قلت سابقا حديثا واحدا او أية واحدة تحليل الغناء بل ذهب نحن الحديث عن فطرة الناس و كذلك تأويل الأيات و لكن نجد ان من حرم الغناء هو النبي صلى الله عليه و سلم و ذلك بأحاديته الكثير حول تحيرم و لم يجيز الغناء إلى للناس فقط و ذلك قأعياد و الأفراح و يكون فقط مصحوبا بالدف أما للرجال فهو محرما بالإجماع .

و الله و أعلم .

و السلام .
و الله المستعان .

عبد الهادي اطويل
31-01-2007, 20:11
بسم الله نكمل النقاش الذي من الواضح انه ذو شجون ولكن نسأل الله الأجر والسداد.
أولا أشكرك أخي الألباني على ردك، وأظنني مضطر لأن أقول لك قولا قلته لك في ردي السابق، ألم تقرأ ردي هذا: أنت قلت أخي بأن القرضاوي (وأنا لا أدافع عنه والله)، قلت بأنه اجتهاد شخصي، ولكني أرى العكس، فلو لم يأت بالأحاديث الشرعية المقترنة بالمنطق لما وقفت على قوله أبدا، فتعود لتقول لي بأن القرضاوي وغيره ممن أحلوا لم يعتمدوا أدلة شرعية وواقع الحال عكس ذلك أخي فلو رجعتت إلى ردي أو رد أخي عمر لاتضح لك العكس، إنما الأمر كله اجتهاد ولم يصدر حديث واحد صحيح وصريح بتحريم الغناء كله فما بالك بالموسيقى ومنها ما لم يكن آنذلك؟
الحقيقة أن كل فريق يدافع عن رأيه باجتهاد منه وليس بحكم شرعي صريح وهذا يجب أن نتفق عليه، وكما قلت لك ما لا أطيق هو التشدد ولست أعنيك..
اعلم أخي بأن لنا عقولا وهبنا الله إيها، وبأننا لا يجب أن نتبع كل تفسير أو حكم كيفما كان دونما تفكير، لأن علماءنا اجتهدوا وهم في جميع الحالات مصيبون الأجر، ويتبرؤون حتما ممن يتبعهم ويأخذهم قدوة في كل الأمور كما حدث لأصحاب المذاهب فترق الناس تابعين الفروع متناسين الأصول.. ما أريد أن أقوله هنا هو ان نحتكم إلى العقل ونحن نقرأ دلائل كل فريق، ولعلك تدري بأنه "ما كان ربك نسيا"، ولا رسوله ما كان ليترك أمته تائهة وسط هذا المشكل العويص، لذلك أقول بأننا يجب ان نكون وسطا كما هو ديننا وأن نتجنب تحريم الأمور بلا دليل صريح قاطع من القرآن او السنة..
المهم، مادمت لا تطيق القرضاوي ربما (مع انني لا اهتم للشخص عادة بل اناقش بالعقل ما يقول، فقد يخطئ ويصيب كما كل البشر)، فقد هداني الله إلى مقال غاية في المنطق والدلائل الشرعية ( وكما للمحرمين دلائلهم فإن للمجيزين دلائلهم أخي فكيف تقول بأن الرسول حرم الغناء بصراحة؟ أنا عن نفسي لا أتحمل مثل هذه المسؤولية الجسيمة، وبقليل من التفكير سأقول مكانك: لو ان الغناء محرم قطعيا لما ناقشنا هذا الأمر من أساسه أم أنك ترى خلاف ذلك؟ لذلك فأنا لا اتحمل مسؤولية أن أقول رسول الله ما لم يقل ما لم يكن حديثه صريحا..)
المهم فلأعد إلى المقال حتى لا أتوه في الكلام، وهو للإمام الغزالي، وأحمد الله انني وجدت علماء يقولون ما كنت أقول هداية من عند الله: أن من لا يستصيغ السماع ولا الأوزان الطيبة من الموسيقى فإنه أكيد به مرض.. ألا ترى أخي أن حتى تجويد القرآن موسيقى بإيقاعات معينة حسب نوع القارئ؟؟ ألا ترى بأننا نستسيغ المقرئ فلان عن علان مع أن الكلام واحد وهو كلام الله؟؟ ألم تتساءل عن السبب؟ هذا هو الاجتهاد أخي الذي يجب علينا ان نسير عليه.. لنا عقول تفكر فلنفكر ولا نكون فقط عدائين نجري وراء هذا وذاك بلا توقف ولو للحظة..
ها أنت ترى أخي الألباني بأن الكلام أخذ مني مأخده دون أن أعطيك قول الإمام الغزالي في هذا الأمر، والله أشهد أن تحليله لهذا الأمر راقني أكثر من القرضاوي (ألم أقل لك أنني لست من أتباع أحد؟).. عموما هاك المقال وهو لأحد الكتاب لم يذكر اسمه بموقع إسلام أون لاين، ولكنه أورد أقوال الإمام الغزالي ن كتابه "إحياء علوم الدين"، قال فيه صاحب المقال الذي آمل أن تقرأه بتأن:
"وُضِعت كتبٌ كثيرة في هذا الموضوع، كما كثُرَت الأقوال فيه، يقول البدر بن جماعة تباينَت الطرق في هذه المسألة تبايُنًا لا يوجد في غيرها، وصنَّف فيها العلماء تصانيف ولم يتركوا فيها لقائل مقالاً .
وسأكتفي بإيراد مُقْتَطَفَات من كتاب " إحياء علوم الدين " للإمام الغزالي " ج3 ص 239 " طبعة عثمان خليفة فيقول :
الأصوات الموزونة باعتبار مخارِجِها ثلاثة، فإنها إما أن تخْرُج من جماد، كصَوْتِ المزامير والأوتار وضرب القضيب والطبل وغيره، وإما أن تخرج من حَنْجَرَة حيوان، وذلك الحيوان إما إنسان أو غيره، كصوت العنادل والقماري ... فهي مع طِيبها موزونة متناسِبَة المطالع والمَقَاطِع، فلذلك يُسْتَلذ سماعها، والأصل في الأصوات حناجر الحيوانات، وإنما وُضِعَتْ المزامير على أصوات الحَنَاجِر، وهوَ تَشْبِيه للصَّنعَة بالْخِلْقَة إلى أن قال :
فسماع هذه الأصوات يَسْتَحِيل أن يُحَرَّم لِكَوْنِهَا طيبة أو موزونة، فلا ذاهب إلى تحريم صوت العندليب وسائر الطيور، ولا فرق بين حنجرة ولا بين جماد وحيوان فينبغي أن يُقَاسَ على صوت العندليب الأصوات الخارجة من سائر الأجسام باختيار الآدمي، كالذي يخرج من حلقة أو من القَضِيب والطبل والدُّف وغيره، لا يُستثنى من هذه إلا الملاهي والأوتار والمزامير التي ورد الشرع بالمنع منها(1)، لا للذتها، إذ لو كان للذة لقِيس عليها كل ما يَلتذُّ به الإنسان، ولكن حُرِّمَت الخمور واقتضت ضراوة الناس بها المبالغة في الفِطَام عنها، حتى انتهى الأمر في الابتداء إلى كسر الدِّنان، فحُرِّم معها ما هو شعار أهل الشرب، وهى الأوتار والمزامير فقط، وكان تَحْرِيمُهَا من قبيل الاتباع، كما حُرِّمَتْ الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مُقَدِّمَة الجِمَاع …… وما من حرام إلا وله حريم يَطيف به، وحكم الحُرْمَة ينسحب على حريمه ليكون حِمى للحرام، فهي حُرْمَة تبعًا لتحريم الخمر لثلاث علل :
إحداها : أنها تدعو إلى شرب الخمر، فإن اللَّذة الحاصلة بها إنما تتمُّ بالخمر .
الثانية : أنها في حق قريب العهد بشرب الخمر، تذكِّر مجالس الأنْسِ بالشُّرب .
الثالث : الاجتماع عليها، لما أن صار من عادة أهل الفِسْقِ فيُمنع من التشبه بهم؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، وبهذه العلة نقول بترك السُّنَّة، وبما صارت شعارًا لأهل البدعة خوْفًا من التشبُّه بهم، وبهذه العلة يَحْرُم ضرب الكوبة، وهى طبل مستطيل دقيق الوسط واسع الطرفين، وضرَبها عادة المُخنِّثين، ولولا ما فيه من التشبُّه لكان مثل طبل الحجيج والغزو .
ثم قال : وبهذه العلة لو اجتمع جماعة وزيَّنوا مجلسًا وأحضروا آلات الشرب وأقداحَه وصبوا فيه السَّكَنْجِبين ـ شراب حلو ـ ونصبوا ساقيًا يدور عليهم ويسقيهم، فيأخذون من الساقي ويشربون، ويُحَيي بعضهم بعضًا بكلماتهم المعتادة، حُرِّم ذلك عليهم، وإن كان المشروب مُبَاحًا في نفسه؛ لأن في هذا تشبُّهًا بأهل الفساد .
ثم ذكر أن العُرْفَ يُحَدِّد ما يُشْبِه الفُسَّاق وغيرهم وقال : فبهذه المعاني حُرِّم المزمار العراقي والأوتار كلها كالعود والصَّنج والرَّباب والبربط وغيرها، وما عدا ذلك فليس في معناها كشاهين الرُّعاة والحَجِيج … وكلُّ آلةٍ يُسْتَخْرَج منها صوت مستطاب موزون سوى ما يَعتاده أهل الشُّرب؛ لأن كل ذلك لا يتعلق بالخمر ولا يُذكِّر بها، ولا يُشوِّق إليها ولا يُوجب التشبُّه بأربابها، فلم يكن في معناها، فيبقى على أصل الإباحة، قياسًا على أصوات الطيور وغيرها، بل أقول : سماع الأوتار ممن يَضْرِبُهَا على غير وزن متناسب مستلذ حرام أيضًا . وبهذا يتبيَّن أنه ليست العلة في تحريمها مجرد اللَّذة الطيبة، بل القياس تحليل الطيبات كلِّها إلا ما في تحليله فساد، قال الله تعالى ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِن الرِّزْقِ ) فهذه الأصوات لا تُحَرَّم من حيث إنها أصوات موزونة، وَإنَّما تُحَرَّم بعارض آخر.
ثم تحدَّث ( ص 242، 243 ) عن مناسبة النغمات الموزونة للأرواح وتأثيرها فيها إما فرحًا وإما حُزْنًا وإما نوْمًا وإما ضَحِكًا ... وهذا في الشِّعر وفي الأوتار، حتى قيل : من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعُود وأوتاره، فهو فاسد المِزاج، ليس له علاج . إن الصَّبي يُسكته الصوت الطَّيِّب عن بكائه، والجَمَل مَع بَلادة طَبْعِه يَتَأثر بالْحُداء ... ومهما قيل بتأثير الغناء في القلب لم يجُز أن يُحْكُم فيه مُطْلَقًا بإباحة ولا تحريم، بل يختلف ذلك بالأحوال والأشخاص واختلاف طرق النغمات، فحكمه حكم ما في القلب .
ثُمَّ تحدَّث عَنْ غِنَاء الحجيج تشويقًا للحج، وهو جائز مع الطبل والشاهين، لا مع المزامير والأوتار التي هي من شعار الأشرار، وعن غناء الحرب للشجاعة وهو مباح وقت إباحة الغزو، ومندوب وقت استحبابه، وعن الرجزيات التي يستعملها الشجعان وقت اللقاء للتشجيع، وهى كغناء الحرب السابق، يُباح ويُندب، ولكن يُحظر في قتال المسلمين وأهل الذِّمة وكلِّ قتال محظور . وعن أصوات النياحة ليهيج الحزن، فمنه مذموم كالحزن على ما فات، ومحمود كالحزن على التقصير في أمور الدين؛ لأنه يدعو إلى تدارك ما فات، ولهذا جاز للواعظ الطيب الصوت أن يُنشد على المنبر بألحانه الأشعار المُرَقِّقَة للقلب، وجاز له البكاء والتباكي ليتوصل إلى تبكية غيره. وعن السماع في أوقات السرور تأكيدًا وتهييجًا له، وهو مباح إن كان السرور مُباحًا كأيام العيد والعُرْس. وعن سماع العُشَّاق تحريكًا للعشق وتسلية للنفس، وهو حلال إن كان المشتاق إليه ممن يُباح وصاله كزوجته تغنَّي له، وأما من يتمثل في نفسه صورة امرأة لا يَحلُّ النظر إليها وكان يُنزل ما يسمع على ما تَمثَّل في نفسه فهو حرام، وأكثر العشاق من الشباب وقت هيجان الشهوة على ذلك، فهو ممنوع في حقهم، لا لذَاته بل لأمر يرجع إلى نفوسهم، وعن سماع مَن أحب الله، فيَسوقه إليه السماع، وهو حلال .
ثم تحدَّث عن عوارض المنع وهى خمسة : في المُسمِع ـ أي المُغني ـ والآلة، ونظم صوت، ونفس المستمع، ومواظبته، وكونه من عوام الخلق :
1 ـ فإذا كان المُسمِع ـ المُغني ـ امرأة لا يحلُّ النظر إليها وتُخشى الفتنة من سماعها، مِثْلها الصبي الأمرد الذي تُخشى الفتنة به، فهو حرام، وليس ذلك إلا لأجل الفتنة، حتى لو كان في المحاورة معها بغير ألحان وفي قراءة القرآن . ونقول : للشيخ أن يُقبِّل امرأته وهو صائم . وليس للشاب؛ ذلك لأنها تدعو إلى الوِقاع في حقه.
2 ـ إذا كانت الآلة من شعار أهل الشرب والمخنِّثين، وهى المزامير والأوتار وطبل الكوية ( حصرها الغزالي فيها، وأحل ما عدا ذلك مع اختلاف الأعراف، وبخاصة في عصرنا فيما كان من لوازم الشراب الحرام وما كان من غيره ) فهو حرام .
3 ـ نظْم الصوت إذا كان فيه خَنَا وكَذِب، فسماعه حرام بألحان وغيرها، والمُسْتَمِع شريك القائل، وكذلك ما فيه وصف امرأة بعينها فلا يجوز وصف المرأة بين يدي الرجال ... وذكر أن النسيب وهو التشبيب بوصف الخدود والأصداغ وحُسن القَدّ ـ الصحيح أنه لا يَحْرُم نَظْمُه وإنشاده بلحن وبغيره، وعلى المستمع ألا يُنزله على امرأة معينة فإن نزَّلة فليكن على من تحل له كزوجته.
4 ـ المستمع إن غلبت عليه الشهوة كالشاب حَرُم عليه الاستماع .
5 ـ العاصي الذي لم يَغلب عليه حبُّ الله ولا غلبت عليه شهوة، فيُباح كسائر أنواع الملذات المباحة، إلا إذا اتخذه دَيْدَنًا وقصَر عليه أكثر أوقاته، وذلك كلعب الشطرنج، يباح ولكن المواظبة عليه مكروهة جدًا .
ثم ذكر الغزالي أدلة تحريم الغناء وأبطلها لضعف نسبتها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى صحابته، أو لضَعْفِ الاستدلال .
فمن الأول حديث " إن الله حرَّم القيْنة ـ المغنِّية ـ وبيعها وثمنها وتعليمها " وهو ضعيف ليس بمحفوظ، وحديث " كان إبليس أول من تغنَّى وناح " لا أصل له عن جابر، وأخرجه بعضهم عن عليٍّ ولم يذكر درجته، وحديث " ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله له شيطانين " وهو ضعيف . وحديث " كل شيء يلهو به الرجل باطل..." فيه اضطراب، وقول ابن مسعود " الغناء يُنْبِتُ النفاق " موقوف عليه، والمرفوع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير صحيح . وحديث وضْع ابن عمر إصْبَعه في أذنه مُنْكَر .
ومن الثانية قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) قال ابن مسعود والحسن البصري والنخعي: إن اللهو هو الغناء. وردُّه بأن الحُرْمَة لعِلَّة الإضلال وليس كلُّ غناءٍ كذلك، بل إنه لو قرأ القرآن ليُضِلَّ عن سبيل الله حرُم عليه، كمن كان يتعمَّد في إمامة الناس في الصلاة أن يقرأ سورة " عبس " لما فيها من عتاب الله لرسوله، وهَمَّ عمر بقتله .
انتهى ما اقتطفتُه من كلام الإمام الغزالي، والخلاصة أنه ينبغي أن ينظر في ذلك إلى جانب الفتنة وإلى اتخاذ السماع دَيْدَنًا يُلهِي عن واجب، والفتنة إما من الكلام نفسه، وإما من الأداء والأسلوب، وإما من المغنِّي والمطرب . فإن خلا من الفتنة بأي وجه فلا بأس بالقليل منه للترويح عن النفس، على ألا يصحبه مُحَرَّم من شرب أو نظر ونحوهما .
وجاء في فتاوى الشيخ محمود شلتوت " ص 379 " الحكم بعدم الحُرْمَة مُؤَيِّدًا رأيه برأي الشيخ عبد الغني النابلسي في أن الأحاديث التي رُويت في حُرْمَةِ الموسيقى ـ على فرض صحتها ـ مقرونة بالملاهي والخمر والفتيات والفسوق والفجور، فإذا سلِم السماع من كل ذلك كان مباحًا في الحضور والسماع والتعلم .
وذكر الشيخ شلتوت أن الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر كان مُولَعًا بالسماع عالمًا به، ومن كلماته في بعض مؤلفاته : من لم يتأثر برقيق الأشعار، تُتْلَى بلسان الأوتار، على شطوط الأنهار، في ظلال الأشجار، فذلك جِلْف الطبع حمار .
وبعدُ فإن الصوت الجميل من الطيور ومن الناس نعمة حلال، والحديث الشريف يقول " لله أشد أذنًا ـ سماعًا ـ للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنة إلى قَيْنته " رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وصحَّحه، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أبي موسى الأشعري " لقد أُعطيَ مزمارًا من مزامير آل داود " رواه البخاري ومسلم . وكما استمع إلى قراءة أبي موسى وأُعْجِبَ بها استمع إلى غناء الجارِيَتَيْن عند عائشة ولم يرتضِ إنكار أبي بكر عليه وكان في أيام مِنى، وهو حديث مُتفق عليه . وجاء قريبًا منه أنه كان في يوم عيد فِطْر أو أضحى، وسمع غناء الجواري في زواج الرُّبَيع بنت مُعوِّذ ولم ينكر عليهن إلا قولهن " وفينا نبي يعلم ما في غد " رواه البخاري . ولما زَفت عائشة امرأة إلى رجل من الأنصار قال لها " يا عائشة، ما كان معكم لَهْو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو "رواه البخاري أيضًا، وجاء في رواية ضعيفة لابن ماجة ـ كما قاله في مجمع الزوائد ـ أنه قال لها وقد زَفَّت يتيمة " إن الأنصار فيهم غزَل، هلا بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم، فحيَّانا وحيَّاكم " .
ومن أراد التوسع فليرجع إلى :
1 ـ إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وشرحه للمرتضي الزبيدي .
2 ـ مدارج السالكين لابن القيم .
3 ـ كفُّ الرِّعاع عن محرمات اللهو والسماع . لابن حجر الهيتمي .
4 ـ الإسلام ومشكلات الحياة . لصاحب الكتاب.
الهوامش:
(1) حديث المنع من الملاهي والأوتار و المزامير رواه البخاري من حديث أبي عامر، أو أبي مالك الأشعري "ليكوننَّ في أمتي أقوام يستحلون الخزَّ والحرير والمعازف " صورته عند البخاري صورة التعليق ، ولذلك ضعفه ابن حزم ووصله أبو داود والإسماعيلي ، ولأحمد من حديث أبي أمامة " إن الله أمرني أن أمحق المزامير والكُبَّارات" يعني البرابط والمعازف ، وهو ضعيف ، وله حديثان آخران ضعيفان ، ولأبي داود أن ابن عمر سمع مزمارًا فوضع أصبعيه على أذنيه ، وقال أبو داود : وهو مُنكر " تخريج العراقي على الإحياء ج 2 ص 239، 240" ."
انتهى المقال، وللتأكد منه ها هو رابطه:
على بركة الله (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528606828)
اللهم اهدنا لما تحبه وترضاه، وللحديث بقية إن شاء الله.

طالب علم
02-02-2007, 20:32
بسم الله الرحمان الرحيم

أولا أخي هادي حياك الله أود ان أقولك لك اولا أنني ليس لذي أي شيئ مع الشيخ القرضاوي أنا قلت لك أخي أن الشيخ القرضاوي لم يأتي بدليل صريح على تحليل الغناء بل ذهب إلى تأويل النصوص و قلت أنه ليس هناك دليل صريح على تحريم الغناء لذا عزمت على وضع لك بعض الأدلة بدون تعليق عليها و أترك لك أخي هادي على التعليق و أرجوا ان لا تحسبني متعصب :

- صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات

- وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".

- وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91)

- وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).

- وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)

- وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)

- قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).

- وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

و قد أحببت ان أضع الأدلة من الكتاب و السنة فقط و هناك أقوال الصحابة رضوان الله عليهم و العلماء الأجلاء من التابعين و تابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

و السلام .
و الله المستعان .

عبد الهادي اطويل
02-02-2007, 22:18
أخي الألباني..
أولا أشكرك على نقاشك الجاد..
ثانيا أحب أن أكرر لك من جديد بان هذه الأدلة التي أدرجتها لي قد مررت عليها كلها أخي، أنا كنت أفضل ان نتناقش معا وكل يعطي وجهة نظره الخاصة، فكما ترى فإن الأدلة نفسها لا تفسر من نفسش الزاوية، كما غن الأحاديث من حيث سندها تختلف، والقرضاوي كما قلت لم يجتهد من نفسه في كل الأمور، بل اعتمد علمااء آخرين، وحسبتك تقرأ ما جاء به الإمام الغزالي وهو عين العقل برأيي..
أنا أريد ان احاور الألباني العضو بمنتديات الأمل وليس الألباني الشيخ رحمة الله عليه، لأنه اجتهد كما اجتهد غيره، ولأن وكما قلت لك فإن الأدلة عقلا ليس محسوم فيهاـ لأنه عقلا أيضا لو كان الأمر محسوم كما قلت لك سابقا لما وجدتني أناقشك أصلا..
أنا عن نفسي أحب أن أجتهد كما كان يفعل العلماء لأن العقل لم يكن مداه عندهم، فأحب أن آتي بأقوال هذا وأتأويلات ذاك وأرى الأقرب إلى المنطق والدين.. أما أن آتي لك بما قال فلان وما قال علان وأنت تفعل كذلك فإن الحديث سيتمر إلى ما لا نهاية ما دام الأمر لم يحسم فيه منذ البداية..
قلت لي مثلا:
- صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات
وكأنك لم تقرأ انني كتبت لك:
ومن الثانية قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) قال ابن مسعود والحسن البصري والنخعي: إن اللهو هو الغناء. وردُّه بأن الحُرْمَة لعِلَّة الإضلال وليس كلُّ غناءٍ كذلك، بل إنه لو قرأ القرآن ليُضِلَّ عن سبيل الله حرُم عليه، كمن كان يتعمَّد في إمامة الناس في الصلاة أن يقرأ سورة " عبس " لما فيها من عتاب الله لرسوله، وهَمَّ عمر بقتله .
كان ذلك مثال من أن التفسيرات تختلف، كما أنك تجعلني أحس وكأنك لا تقرأ ما أقدم لك فموقفك لا حياد عنه، والغريب أن ما أعتمده أيضا يقوم على أقوال لعلماء اعتمدوا الدليل الشرعي مع العقل..
أدعوك أخي الألباني لكي تقرأ كلام الغزالي بتأن وتعقل، ولا تكلف نفسك عناء البحث لي عن أدلة فلربما أحصيتها جميعها، والأكيد الأكيد ان الحكم غير محسوم فيه، وتبقى الفرصة لعقلك الذي منحك الله فلا تجمده، ولقد قلت في هذا الشأن ما عندي، أؤمن بأن كل شيء ألهانا عن عبادة الله حرام أو مكروه، كما أؤمن بأن الله لم يجعلنا رهبانا نقوم عاكفين ليل نهار حتى لا نروح عن أنفسنا، بل الله عز وجل يحب لنا الخير دوما والله أعلم. ولقد سألتك أسئلة لم تجبني عنها، لأنني أحب ان أناقشك أنت وليس غيرك..
إلى هنا انتهي كلامي، ومني لك أرق تحية.

طالب علم
03-02-2007, 12:52
بسم الله الرحمان الرحيم

أخي هادي أنا لا أحب ان أعطي رأي في أي فتوى أخي لأنني مازل طالب علم و لا أحب ان أناقشها ليس لأنني لا أستطيع لكن لأن هذا الأمر جد مهم و لا يحق لي أن أتكلم فيه لأنه ليس لدي علم كافي لأناقشه و ثانيا و إن نقاشته فيمكن أن أخطأ و قد أتحمل إثم خطئ هذا لدا أتيتك بأقوال العلماء لأنه أناس أحق بالقول و إصدار الفتوى و أعتذر منك أخي هادي على أنني لنأعود إلى هذا الموضوع ليس لأنني إقتنعت بما قدمته و لككني يا أخي قلت لك سابقا ان الأئمة الأربع الشافعي و مالم و أحمد و بن حمبل كلهم حرموا الغناء بكل أنواعه و المصحوب بالمعازيف يكف قولهم لتثبت الحجة لكن ماذا عسايا أن أقول إلا الله ماهدينا إلى السراط المستقيم و ثبتنا على الحق المبين إن شاء الله أنا أخي هادي إعتزلت الموسيقى و الحمد لله منذ تقريبا سنة و نصف على ما أذكر لأنني وجدت أدلة إرتح لها هذا رأي انا .
ثانيا بالنسبة للشيخ الألباني رحمه الله أنا أحبه في الله و إن إستمعت إلى أشرطته فسوف تجد إن شاء الله شيخ فاضل بمعنى الكلمة .
و أنا لا أجحد على أي عالم بل أنا أبحث عن الحق أين ما كان و قد وجدت ان الحق هو أن الغناء محرم هذا بالنسبة إليا لدى أخي هادي سوف اتوقف هنا و أرجوا منك الإعتذار إن كان بدر مني كلام غير جيد في الكلام الذي قلته لك .

و السلام .
و الله المستعان .

عبد الهادي اطويل
03-02-2007, 14:01
أنا اخي الألباني احترم كل العالماء، ولكن كما قلت لك فكما أن هناك من حرم فإن هناك من أباح ولكن ليس كلية، يعني في الوسط، ثم إنني اعتقد كما اعتقد مجموعة من العلماء ان التحريم أمر مختص بالله وسوله وبنص صريح، وما دام امر الموسيقى فيه خلاف فحتما ليس محسوم فيه، وبالتالي صعب ان نحرم..
بالنسبة للأئمة الأربعة رضي الله عنهم فكما تعلم فهم يختلفون في امور ولكل مذهبه وحكمه محض اجتهاد أيضا، وانا اتيت لك بالإمام الغزالي وغيره ممن حكموا عقولهم بأيي ولم يتسرعوا والله أعلم..
أنا ايضا أخي مللت من هذا الموضوع، والحكم الوحيد الصريح الذي أقول لك ولا تستطيع مخالفتي فيه هو التالي:
أمر الموسيقى ليس بمحسوم فيها، ولو كانت كذلك لما اختلف فلان مع علان فيه أمرها.
أطلب من الله الهداية لنا جميعا، والسلام ختام.
مني لك أرق تحية.

فاطمة ناضي
26-05-2008, 18:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس لدي ما أضيف للموضوع , فقد أغناه المتدخلون بردودهم القيمة .
أود فقط أن أشكر من طرح ومن شارك في الموضوع , والذي لا شك
أنه سيفيد الكثيرين .
كما أدعو نفسي وإياكم الى البحث , وعدم الاقتصار على رأي واحد
وأن يكون الحق غايتنا , لا الانتصار لشيخ معين , أو لرأي شخصي ...
وقد أثر عن علي بن أبي طالب قوله:
"الحق لا يعرف بالرجال , اعرف الحق تعرف أهله "

وطالب الحق لا شك أن الله سيوفقه
أليس الحق من أسماء الله الحسنى

جزاك الله أخي الكريم حفيظ ونفع بك

عبد الحفيظ اطويل
26-05-2008, 19:38
و عليك السلام أختي أم عبد الرحمان.
أسعدني تواجدك أختي بهذا الموضوع و انأ أشاطرك الرأي فيما ذكرت فغالبا ما نجد من المتحاورين من يكون متعصبا بعض الشيء تجاه مسالة ما ، و حججهم في ذلك تكون نابعة من منطلق فنوى شيخ ما، و هذا ما لا يجب أن يكون ما دام كل واحد منا لديه عقل ليفكر به و أنا هنا لا أتكلم عن الأمور البديهية التي حسم فيها المشرع ، إذن ما دام الإسلام يدعونا إلى الوسطية و الاعتدال فلماذا نتعصب في مسالة قابلة للنقاش كموضوعنا هذا ، و غيره .
على العموم أتمنى أن نرتقي بنقاشاتنا إلى مستوى أفضل بعيدا عن التعصب
متمنياتي لكل المتدخلين بكل الخير
تحياتي

صلاح رمضان
24-05-2010, 19:18
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فإن حكم الغناء في الإسلام من الأمور الشائكة التي حدث فيها الكثير من الجدل, وإنه ليؤسفني أن ارى "مسلما" يرى أن الغناء حلال ولا شيء فيه لمجرد فتوى سمعها من شيخ أو لقوله إن الدين يسر...إلخ متناسين بذلك كلام الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

دليل تحريم الغناء من الكتاب:

1) قول الله تعالى " وَمِنَ اَلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ اَلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اّللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمِ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ "
فعن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبدالله بن مسعود وهو يُسأَل عن هذه الآية فقال: والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء يرددها ثلاث مرات.
وكذا قال ابن عباس وجابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومكحول وعمرو بن شعيب وعلي بن نديمة . وقال الحسن البصري نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير .

2) قول الله تعالى : " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اَسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي اَلأْمْوَالِ وَالأَُوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ اَلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا "
وقوله تعالى " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استَخَفَّهُم بذلك وقال ابن عباس في قوله " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قال كل داعٍ دعا إلى معصية الله عز وجل .

3) قول الله تعالى : " أَفَمِنْ هَذَا الحَديثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ " قال عكرمة عن ابن عباس : السُّمود : الغناء في لغة حِمْيَرْ ، يُقَال أسمدي لنا ، أي غَنِّي لنا...

4 ) قول الله تعالى : " واَلَّذينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماَ "
قال محمد بن الحنفية : " الزُّور هاهنا الغناء " ، وقاله ليث عن مجاهد ، وقال الكلبيُّ : لا يحضرون مجالس الباطل . ويدخل في هذا أعياد المشركين ، كما فسرها به السلف ، والغناء ، وأنواع الباطل كلها .

من السنّة:

1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير))[إسناده صحيح (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%84%D9%8A%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%86+%D9%86%D8%A7% D8%B3+%D9%85%D9%86+%D8%A3%D9%85%D8%AA%D9%8A+%D8%A7 %D9%84%D8%AE%D9%85%D8%B1+%D9%8A%D8%B3%D9%85%D9%88% D9%86%D9%87%D8%A7++%D8%A8%D8%BA%D9%8A%D8%B1+%D8%A7 %D8%B3%D9%85%D9%87%D8%A7++%D8%8C+%D9%8A%D8%B9%D8%B 2%D9%81+%D8%B9%D9%84%D9%89++%D8%B1%D8%A4%D9%88%D8% B3%D9%87%D9%85+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A 7%D8%B2%D9%81++%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D9%8 6%D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D9%8A%D8%AE%D8%B3%D9%81+%D8%A 7%D9%84%D9%84%D9%87+%D8%A8%D9%87%D9%85+%D8%A7%D9%8 4%D8%A3%D8%B1%D8%B6+%D9%88%D9%8A%D8%AC%D8%B9%D9%84 +%D9%85%D9%86%D9%87%D9%85+%D9%82%D8%B1%D8%AF%D8%A9 +%D9%88%D8%AE%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%B1/+p)]

2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))[صحيح (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%84%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86%D9%86+%D9%85%D9%86+ %D8%A3%D9%85%D8%AA%D9%8A+%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7% D9%85+%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%86+% D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1++.+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A D%D8%B1%D9%8A%D8%B1+%D8%8C+%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A E%D9%85%D8%B1+%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7 %D8%B2%D9%81/+p)]


وبهذا يثبت حرمة الغناء و المعازف, ولا قول بعد قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم


للإستزادة يمكن الرجوع إلى كتاب تحريم آلة الطرب للشيخ الألباني رحمه الله
http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?p=66976#post66976

صلاح رمضان
24-05-2010, 19:39
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بشأن تحريم الغناء والموسيقى

السؤال: قرأت مقالاً لأحد الكُتَّاب يتضمن إباحة الغناء والموسيقى ، والرد على من يرى تحريم ذلك ، ويحث على إعادة بث أصوات المغنين والمطربين الميتين ، تخليداً لذكراهم ، وإبقاءً للفن الذي قاموا بعمله في حياتهم ، ولئلا يحرم الأحياء من الاستماع بسماع ذلك الفن ورؤيته ، وقال : ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء والموسيقى . ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ، ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات كالزواج والأفراح ، ثم قال : وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها البعض في منع الغناء والموسيقى لا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض ، ثم ذكر آراء لبعض العلماء في إباحة الغناء .
_________________
الحمد لله

قد صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيان في الرد على هذا المقال ، ونصه :

قال علماء اللجنة الدائمة :

" للرد على هذه الشبهات تقرر اللجنة ما يلي :

أولاً : الأمور الشرعية لا يجوز الخوض فيها إلا من علماء الشريعة المختصين المؤهلين علمياً للبحث والتحقيق ، والكاتب (الذي كتب المقال) ليس من طلاب العلم الشرعي فلا يجوز له الخوض فيما ليس من اختصاصه ، ولهذا وقع في كثير من الجهالات ، القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم ، وهذا كسب للإثم ، وتضليل للقراء ، كما لا يجوز لوسائل الإعلام من الصحف والمجلات وغيرها أن تفسح المجال لمن ليس من أهل العلم الشرعي أن يخوض في الأحكام الشرعية ويكتب في غير اختصاصه حماية للمسلمين في عقائدهم وأخلاقهم .

ثانياً : الميت لا ينفعه بعد موته إلا ما دل عليه دليل شرعي ومن ذلك ما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) . وأما المعاصي ، التي عملها في حياته ومات وهو غير تائب منها – ومنها الأغاني – فإنه يعذب بها إلا أن يعفو الله عنه بمنه وكرمه . فلا يجوز بعثها وإحياؤها بعد موته لئلا يلحقه إثمها زيادة على إثم فعلها في حياته ، لأن ضررها يتعدى إلى غيره ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم (1017) .

ثالثاً : وأما قوله : ( ليس في القرآن الكريم نص على تحريم الغناء ) والموسيقى فهذا من جهله بالقرآن . فإن الله تعالى قال : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) لقمان/6 .

قال أكثر المفسرين : معنى (لَهْوَ الْحَدِيثِ ) في الآية الغناء .

وقال جماعة آخرون : كل صوت من أصوات الملاهي فهو داخل في ذلك كالمزمار والربابة والعود والكمان وما أشبه ذلك ، وهذا كله يصد عن سبيل الله ، ويسبب الضلال والإضلال .

وثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه الصحابي الجليل أحد علماء الصحابة رضي الله عنهم أنه قال في تفسير الآية : إنه والله الغناء . وقال : إنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل .

وجاء في المعنى أحاديث كثيرة كلها تدل على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب ، وأنها وسيلة إلى شرور كثيرة وعواقب وخيمة ، وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه ( إغاثة اللهفان ) الكلام في حكم الأغاني وآلات اللهو .

رابعاً : قد كذب الكاتب على النبي صلى الله عليه وسلم حيث نسب إليه أنه كان يستمع إلى الغناء والموسيقى ويأمر بهما في الأعياد والمناسبات كالزواج والأفراح ، فإن الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه رخص للنساء خاصة فيما بينهن بضرب الدف والإنشاد المجرد من التطريب وذكر العشق والغرام والموسيقى وآلات اللهو مما تشمل عليه الأغاني الماجنة المعروفة الآن ، وإنما رخص بالإنشاد المجرد عن هذه الأوصاف القبيحة مع ضرب الدف خاصة دون الطبول وآلات المعازف لإعلان النكاح ، بل صح في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري أنه حرم المعازف بجميع أنواعها وتوعد عليها بأشد الوعيد ، كما في صحيح البخاري وغيره من كتب الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ (أي جبل) يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ : ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا ، فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )

والمعازف : الغناء وجميع آلاته .

فذم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم من يستحلون الحر وهو الزنا ، ويستحلون لبس الحرير للرجال ، وشرب الخمور ، ويستمعون الغناء وآت اللهو . وقرن ذلك مع الزنا والخمر ولبس الرجال للحرير مما يدل على شدة تحريم الغناء وتحريم آلات اللهو .

خامساً : وأما قوله : وهناك أحاديث ضعيفة يستند إليها من منع الغناء والموسيقى ولا يصح أن تنسب للصادق الأمين لتغليب رأي أو منع أمر لا يوافق عليه البعض ـ فهذا من جهله بالسنة ، فالأدلة التي تحرم الغناء بعضها في القرآن ، وبعضها في صحيح البخاري ، كما سبق ذكره ، وبعضها في غيره من كتب السنة ، وقد اعتمدها العلماء السابقون واستدلوا بها على تحريم الغناء والموسيقى .

سادساً : ما ذكره عن بعض العلماء من رأي في إباحة الغناء فإنه رأي مردود بالأدلة التي تحرم ذلك ، والعبرة بما قام عليه الدليل لا بما خالفه ، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فالواجب على هذا الكاتب أن يتوب إلى الله تعالى مما كتب ، ولا يقول على الله وعلى رسوله بغير علم ، فإن القول على الله بغير علم قرين الشرك في كتاب الله .

وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه " انتهى بتصرف يسير .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب (http://www.islamqa.com/ar/ref/43736/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%86%D8%A7%D8%A1)

عبد الهادي اطويل
24-05-2010, 21:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم صلاح،
أراك والله أعلم كما لو لم تمر على ما سبق من ردود، فكل ما نشرته هنا مررنا عليه، وشخصيا قرأته وناقشته واطلعت عليه، وبالنسبة للأحاديث فالمرجو التفصيل في معانيها أكثر ومساندها أيضا، ولو رجعت إلى الرابط الذي أدليت به في إحدى ردودي والخاص بالقرضاوي (http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3807&version=1&template_id=74&parent_id=1) لوجدت فيه كلاما بخصوص دقة الأحاديث ودقة المعاني، ولست أميل لشيخ معين كما أقول دائما وأبدا، إنما أقرأ بالعقل والمنطق، فارجع هناك، وعموما عن نفسي لقد اقتنعت بأن التحليل أو التحريم ما كان ليتركه ربي جل في علاه معلقا ولا رسوله، ولكان صريحا واضحا بينا غير قابل للتأويل ولا مولد لفتنة، كما اقتنعت أن الموسيقى والغناء فيها الصالح وفي غير ذلك، وإنما تحرم لما اقترنت به، وهذا هو المنطق برأيي، فأرجو منك الرجوع لما سبق من ردود، وأن تحدث بجديد أيضا أخي صلاح حتى لا يكون هناك مجال لترديد كلام قد قيل وتكرر..
شكرا على حسن اهتمامك أخي، وهدانا الله إلى سواء السبيل..
مني لك أرق تحية..

صلاح رمضان
25-05-2010, 19:40
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يبدو أنك أنت أخي الكريم لم تمر جيدا على ردي الثاني في هذا الموضوع...لكن أرجوا منك التدقيق جيداً في كل عبارة في هذا الرد...

في الحقيقة لم أمرّ على جميع الردود السابقة, لكن رأيت في بعض مشاركاتك تقول -أو بالأحرى تكثر من القول- أنك لا تتبع شيخا معينا, فجئتك بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية دون أقوال العلماء وتأكدت كذلك من صحتها من أشهر موقع على الإنترنت يعتني بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم...لكنك رغم ذلك ترفضها متمسكا بكلام الشيخ القرضاوي -هداه الله-, ولقد طلبت منك ما يقارب ثلاث مرات -لم يبقى إلا أن أترجاك- أن تقرأ كتاب الشيخ الألباني "تحريم آلة الطرب" وسوف تعلم الكثير من الحقائق التي لا تعلمها حول بعض شيوخ الأزهر ومنهم هذا الشيخ.

ولعلي آتي بهذا الحديث لأوضح وجهة نظري:

روى عن حذيفة بن اليمان, كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) [صحيح (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A9+%D8%B9%D9%84%D9%89+%D8%A3 %D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8+%D8%AC%D9%87%D9%86%D9%85/+p)].

ركزت على قوله صلى الله عليه وسلم "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" الذين خالفهم الشيخ المذكور وتبعته في ذلك.


باختصار...أتيتك بدلائل من القرآن والسنة على حرمة الغناء والمعازف فرفضتها بحجة السؤال عن معانيها و أسانيدها رغم أنها واضحة المعنى وأسانيدها صحيحة كما أشرت...

بالإضافة إلى ذلك قدم لك الأخ طالب علم -بارك الله فيه- العديد من أقوال العلماء في مسألة الغناء, ولو وافقتك أن كل عالم يجتهد فإما يصيب أو يخطئ,,, فهل يعقل أن جميع هؤلاء العلماء قد اجتهدوا وأخطأوا والشيخ القرضاوي وحده اجتهد وأصاب؟! إتق الله أخي عبد الهادي فنحن نتكلم عن حدود الله والحلال والحرام فلا يجوز أن نأخذ على كلام أحد المشائخ ونمشي خلفه دون تدبر أو بحث عن الحقيقة.
أم أنك وجدت في القرضاوي شماعة لتعلق عليها أهواءك؟!


بالإضافة إلى هذا فقد رأيت في أحد الردود السابقة رابطا عنوانه "رد سماحة الشيخ صاحب الفضيلة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلاماء و اللجنة الدائمة للإفتاء على الدكتور يوسف القرضاوي في مسألة الغناء و المعازف " لكنه للأسف غير متوفر الآن, لكن لا بد أنك قد اطلعت عليه سابقا, فهل بعد ذلك يعقل أن يكون القرضاوي على حق؟

ثم تقول بعد كل هذا إنك لاتتبع شيخا معينا؟؟؟؟؟؟؟


وأما ما قدمته لي من موقع الشيخ القرضاوي -هداه الله- فقد اطلعت عليه واطلعت على ما لديه من حجج كبيت العنكبوت واهنة, وأني لا أستغرب على الإطلاق -بعد ما قرأت الكتاب المذكور سابقا- أن يقوم الشيخ بنفي حديث نبوي يختلف عن حججه و وصفه بالـ "الضعيف"وما في حكمه رغم أنه من الأحاديث الواردة في صحيح البخاري!!! الله المستعان...


ثم بعد هذا -أخي الكريم- نقلت الحوار إلى مسار جديد وهو استخدام العقل والمنطق في بيان تحليل أو تحريم الغناء وذلك بقولك "وهذا هو المنطق برأيي", متجاهلا كل الأدلة من الكتاب والسنة ومحكما عقلك فقط, حسنا إذاً...سأوافقك في كل هذا لكن سأسألك بضع أسئلة وأرجوا منك الإجابة بمنتهى العقل فقط:


1- كم تحفظ من القرآن الكريم؟ وإن كان كثيرا فهل توفق بين حفظه كله وحب وسماع الموسيقى؟ (وأفترض أن جوابك على أحد السؤالين هو لا, لأن القرآن وحب الغناء لا يجتمعان في قلب انسان).


2- لا بد أنك تتفق معي في أن الرقص حرام (دون الخوض في التفاصيل من حيث كشفه للعورة وتهييجه للشهوة, وأن الرقص هو طريق للزنا الذي لاشك أنه حراام),,, فهل يكون رقص دون غناء وموسيقى؟! وهل يكون الشيء حلالا ونتائجه حراما؟ إن كان هذا الشيء في الإسلام فإنه ناقص والعياذ بالله أن نتهم دين الله بالنقص...


3- تتفق معي أن الموت ليس له وقت محدد أو إشارة محددة, فهل تحب الموت وأنت تغني أو تسمع الغناء أو الموسيقى؟!


4- تقول كلمات إحدى الأغاني "الوطنية" (احلف بسماها وبترابها), وفق لي بين هذه الكلمات وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))[صحيح (http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%85%D9%86+%D8%AD%D9%84%D9%81+%D8%A8%D8%BA%D9%8A %D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87+%D9%81%D9%82%D8%AF +%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%83/+d1+p)]؟ وغيرها الكثير من الأغاني "الشركية" والتي ترفع المحبوب إلى منزلة عظيمة تخص الله وحده, وإن كنت تعتقد في تحليل الأغاني دون أن ترددها فالكثيرون غيرك يزيدون على اعتقادك بترديد الكلمات, وقد يرددون أغان تدل على الشرك, فهل ترى هذا حلالا؟


كما أدعوك للإطلاع على هذا المقطع الفلاشي:

http://www.o2oo.com/flash/taif.htm


وللمزيد اقرأ كتاب الشيخ الألباني "تحريم آلة الطرب" فهو مهم جدا لكل من يبحث عن حكم الغناء في الإسلام بالدليل القاطع.
يمكن تحميله من هذا الرابط:
http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?t=13033


مما سبق يتضح أن الغناء حرام, لكن لها استثناء واحد وهو آلة الدف للنساء فقط في الأعياد والأعراس فقط


أخيرا أخي عبد الهادي اعذرني ان كنت فظا فإن كنت فهو من حرصي عليك من الوقوع في المحظور...وعذرا على الإطالة

أسأل الله الهداية لجميع المسلمين...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الهادي اطويل
25-05-2010, 23:58
أشكر لك اهتمامك أخي الكريم صلاح..
لكنني أراك تنعتني بما ليس في، وبما لو قرأت ما فات من ردود لتبينته، فأنا لم أعن بكوني لست متبع لشيخ معين ما فهمته، ولم أعن بإدراجي لقول القرضاوي ما استوعبته، ولو انتبهت لكلامي السابق لوجدت أنني أستدليت أيضا بكلام من يلقب بحجة الإسلام وهو الإمام الغزالي، ولذلك كنت ولازلت أقول بأنني لا أتبع شيخا بعينه، وأعني بذلك بأنني لا أتعصب لشيخ بعينه فأدافع عما يقول وأعارض من يعارضه وكأن ما يقوله نزل من عند الله تنزيلا!!
ما دمت قد اعترفت أخي بأنك لم تمر على كل النقاش فلقد كان حريا بك أن تفعل قبل أن تعقب، لأن ما قلته هو نفسه ما كان يقوله الأخ طالب علم قبلك، وكان يستدل بمثل ما تستدل وكل كلامه عما قاله الشيخ الألباني رحمة الله عليه، لذلك طلبت منك أن تعود لتقرأ النقاش ثم تأتي بجديد لتتم مناقشته..
مبدئي في الدين مع الجماعة ولست مع مذهب معين أو شيخ بعينه أتبع ما قال وأترك ما ترك، فلست ممن يعرضون عن الشيوخ بل حتى كلامي فيه استدلال بهم، فلست كما فهمت أخي الكريم..
والشيخ القرضاوي الذي تدعو له بالهداية يحفظ القرآن والظاهر أنه لا يجد حرجا في الاستماع إلى الموسيقى، فكيف إذن يفعل ذلك وأنت تقول أن القرآن والموسيقى لا يجتمعان في قلب إنسان؟
عن نفسي فإنني أحفظ ما تيسر لي من القرآن الكريم، فأنا مدرس ولله الحمد، لكن مجال الدراسة لم يترك لي المجال لحفظ القرآن كاملا، وقد كان لي أصدقاء حفظوه صغارا ويستمعون للموسيقى ولم يكن في ذلك من مشكل، وحينما أقول الموسيقى فعن نفسي أفضل الموسيقى الصامتة التي تهدي النفوس بل ومنها ما يريح النفس ويشفي من الأمراض، والأغاني لا أحفظها بل أسمع منها ما أرى كلامه هادفا وليس من قبيل ما ضربت المثل به..
أما فيما يخص الرقص فلست أرقص، إنما أسمع، أما عن كيف يكون الرقص حراما والموسيقى لا تكون، فإن هذا يفتح أبوابا كثيرة، وقد يتم تحريم العديد من الأمور من بينها هذا الحاسوب الذي تكتب منه، ففيه من المحرمات الكثير كما تعلم، وغير هذا الكثير، لكن الله يحاسبنا بما نفعل، وليس على ما لا نفعل، والدين يسر ولله الحمد..
أما بالنسبة للموت فهو علينا حق ولا ريب، وإن كتب الله لي الموت وأنا أستمع لموسيقى تهدئ نفسي ولم أضر بها أحدا ولا نفسي فإنني راض بحكم الله.. وإنه حتما لأفضل لي أن يتوفاني ربي وأنا أستمع للقرآن الكريم، لكن ما تدري نفس بأي أرض تموت ولا بأي زمان.. والنفس البشرية سريعة الملل، لذلك جعل الله لنا في الدنيا طيبات نريح بها عن أنفسنا شرط ألا يشغلنا ذلك عن ديننا..
أما فيما يخص كلمات تلك الأغنية فكما قلت لك، في كل شيء الصالح والطالح، والدنيا كلها حلال وحرام، وضربت لك مثلا بالحاسوب عينه، وخذ التلفاز أيضا، فلو قسنا بذلك المنطق لكان حريا تحريم الحاسوب لأن به من المحرمات التي يمكن أن تجرنا النفس إليها جرا الكثير، والتلفاز كذلك، إذن حري بهما التحريم أيضا سيما أنهما لم تكونا على عهد الرسول الكريم، فقد يكون من البدع بالمنطق ذاته..
عموما أخي العزيز قد تناقشت كثيرا في هذا الموضوع، والحمد لله لست أظلم أحدا حينما أستمع للموسيقى، والمهم عندي ألا تشغلني عن واجباتي الدينية، كما إنني أرتل القرآن الكريم ولله الحمد، فذلك لا يمنعني من هذا..
شاكر لك حسن اهتمامك أخي فإن ذلك من طيب أصلك، بالرغم مما رميتني به عن غير قصد وانتباه ربما، وإن شاء الله سوف أحاول الاطلاع على كتاب الألباني رحمه الله، فقط أختم بالقول بأن المحرمات قد تم تحريمها بنص صريح لا يقبل التأويل، ولا يترك للجدال والفتنة سبيلا، من قبيل "حرمت عليكم الميتة ..." (الآية) وغير ذلك.. حينها لا يكون هناك نقاش ولا جدال..
جزاك الله عني كل خير، ومني لك أرق تحية..