المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : راشال كوري وقصة جرح لم تتم... الفصل الثالث


المهدي عبيد
11-06-2010, 22:36
بعد موتها، هل انتهت راشال كوري؟، ولكن وما دام الجواب تعرفونه، فراشال كوري أقوى من قاتلها... ماذا حصل بعد مقتلها، بايجاز شديد اليكم بعض ما وقع
ما حصل هو ما يحصل دائما عند اختلال التوازن بين العدل والظلم، وبين الظالم والمظلوم.
- المجرم سائق البلدوزر الإسرائيلي، ادعى أن راشيل كانت تقف بزاوية لم يتمكن من رؤيتها، وأن مقتلها كان عبارة عن حادث مؤسف، وذلك عندما دخلت فجأة بناحية الجرافة بحيث لم يتمكن أن يتجاوزها.
- شهود عيان وزملائها السبعة الآخرون (أحدهم أصيب بجروح أثناء محاولته لإنقاذ حياتها) أكدوا عكس ذلك تماما وان القتل كان متعمدا.
- قدمت منظمة "حركة التضامن العالمي" بيانا رسميا أوضحت فيها استياءها من ادعاءات السائق الكاذبة
- قامت المنظمة بنشر صور فوتوغرافية وحية تثبت كذب هذه الإدعاءات
- المتحدث الرسمي باسم الدفاع الإسرائيلي صرح بالقول: بأنه حادث مؤسف للغاية، لقد كنا نتعامل مع مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يتصرفون بطريقة غير مسئولة ووضعوا الجميع في خطر.
- تظاهر أقرباء راشيل وزملاءها الناشطون، وسكان مدينة أولمبيا للمطالبة بالتكاتف من أجل كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات للتأييد. من أجل اعتماد يوم 13 ابريل من كل عام يوما عالميا ضد شركة كاتربيللا الأمريكية (Caterpillar) وهي الشركة المصنعة للجرافات التي تبيعها للقوات الإسرائيلية في فلسطين، وتستخدم خصيصا لهدم المنازل، وتدمير الأراضي الزراعية، وقتل الأبرياء العزل.
- حمّل والدي راشيل الشركة الأمريكية (Caterpillar) بجانب الحكومة الإسرائيلية مسئولية قتل ابنتهما.
- قدم مركز أمريكي للحقوق الدستورية الدعم القانوني لوالدي راشيل لرفع قضية ضد الشركة الأمريكية (Caterpillar) ، لمخالفتها اللوائح والأنظمة المحلية والدولية ، من خلال تصميم جرافات وتصنيعها خصيصا لقوات الدفاع الإسرائيلية ، رغم علمها بأنها تستخدم لغرض تدمير المنازل وقتل الأبرياء
- تم رفع الدعوى ضد هذه الشركة على اعتبار أنها طرف مساهم بتنفيذ جرائم حرب
- رفع الوالدين مجموعة من الدعاوي القضائية ضد دولة إسرائيل ، ووزارة دفاعها ، وقواتها العسكرية ، لارتكاب جريمة القتل ضد ابنتهما راشيل
- قامت العديد من المظاهرات والتظاهرات ضد الشركة واسرائيل
- إعداد عرض مسرحي حول جريمة مقتل راشيل كوري ، وقد لاقى نجاحا منقطع النظير في العاصمة البريطانية لندن وبعض العواصم الأوروبية.
- شنت المجموعة اليهودية في الولايات المتحدة حربا واسعة ضد عرض هذه المسرحية بولاية نيويورك الأمريكية، مما تسبب في تأخر العرض لعدة أشهر.
- تخليدا لذكرى راشيل كوري تم تأسيس جمعية خيرية في غزة وسُميت بإسمها
- بعد وفاة كوري اتخذت إسرائيل قرارًا ينص على أن يقوم الزوار الأجانب الراغبين بالدخول إلى قطاع غزة أن يوقعوا على "تنازل" يعفي إسرائيل من المسؤولية عن أية وفاة أو إصابة يتسبب فيها الجنود الإسرائيليون، وكذلك أي ضرر بالممتلكات خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ولمعلومات اوسع حول راشال كوري ... يمكن تتبع الشريط التالي

******************
width=500 height=450

******************
يقول إدوارد سعيد في مقال نشر له في جريدة السفير: في مطلع مايو الماضي، كنت فى سياتل لإلقاء محاضرات على مدى بضعة أيام، وأثناء وجودي هناك، تناولت العشاء مع والدي راشيل كوري وشقيقتها الذين كانوا لا يزالون فى حال صدمة منذ جريمة قتل ابنتهم فى 16 مارس الماضى فى غزة ببلدوزر إسرائيلى، وأبلغني السيد كوري أنه شخصيا كان يقود بلدوزرات، رغم أن البلدوزر الذي قتل ابنته بصورة متعمدة، لأنها كانت تحاول ببسالة أن تمنع تدمير منزل فلسطينى فى رفح، كان شيئًا ضخما يزن 60 طنًا صممته "كاتربيلر" خصيصا لتدمير المنازل، وهو ماكينة أكبر بكثير من أي شيء سبق أن شاهده أو قاده، واستوقفني شيئان بشأن زيارتي القصيرة ولقائي والدي كوري، الأول هو ما قالاه عن عودتهما إلى الولايات المتحدة مع جثمان ابنتهما، فقد اتصلا فورا بعضوي مجلس الشيوخ عن ولايتهما، باتي موراي وماري كانتول، وكلاهما ديمقراطي، وأبلغاهما ما جرى وتلقيا التعابير المتوقعة عن مشاعر الصدمة والحنق والغضب ووعودا بإجراء تحقيق، لكن منذ عودة كلتا المرأتين إلى واشنطن لم يسمع والدا كوري أي شيء آخر منهما، ولم يجر التحقيق الموعود، فكما هو متوقع، تولى اللوبي الإسرائيلي توضيح الحقائق لعضوي مجلس الشيوخ، وتراجع كلاهما عن وعوده، هكذا، قتلت مواطنة أميركية بصورة متعمدة على أيدي جنود دولة تابعة للولايات المتحدة من دون أن يثير ذلك ولو مجرد احتجاج رسمي خافت أو حتى إجراء التحقيق المطلوب الذي وعدت به عائلتها.
لكن الجانب الثاني والأهم بكثير فى حكاية راشيل كوري بالنسبة إليّ كان موقف الشابة ذاته، المتصف بالبطولة والشعور بالكرامة فى الوقت نفسه، ولدت راشيل ونشأت فى أوليمبيا، وهي مدينة صغيرة تبعد 60 ميلاً جنوب سياتل، وانضمت إلى "حركة التضامن العالمية" وذهبت إلى غزة للوقوف إلى جانب بشر معذبين لم تكن لها أي صلة بهم من قبل، وتمثل الرسائل التي كانت تبعث بها إلى عائلتها وثائق رائعة حقًا عن إنسانيتها العادية، وتترك قراءتها أثرا عميقا فى النفس، خصوصا عندما تصف مشاعر الود والقلق التي كان يبديها إزاءها كل الفلسطينيين الذين تصادفهم، ويبدو واضحا أنهم كانوا يرحبون بها كواحدة منهم، لأنها تعيش معهم كما يفعلون تماما، تقاسمهم حياتهم ومخاوفهم، بالإضافة إلى فظائع الاحتلال الإسرائيلى وآثاره المروعة حتى على أصغر طفل، إنها تعي مصير اللاجئين، وما تسميه المحاولة الغادرة من قبل الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ نوع من الإبادة يجعل إمكان بقاء هذه المجموعة من البشر على قيد الحياة شيئا يكاد يكون مستحيلاً، ويهز تضامنها المشاعر إلى حد أنه يلهم جندي احتياط إسرائيلي اسمه داني كان رفض أداء الخدمة العسكرية أن يكتب إليها قائلاً :"إنك تقومين بشيء جيد، شكرا لما تفعلينه".
وما يبرز بقوة عبر كل الرسائل التي بعثت بها إلى عائلتها والتي نُشرت فى وقت لاحق فى صحيفة "ذي غارديان" البريطانية هو المقاومة المدهشة التي يبديها الفلسطينيون أنفسهم، أولئك البشر العاديون الذين حشروا فى وضع شنيع للغاية من المعاناة واليأس ولكنهم يواصلون الصمود رغم ذلك....
في انتظار الفصل القادم ابقيكم في حفظ الله ورعايته